فيكون للأسد الضواري لحمها … ولمن صحبنا جيلها ودروعها
يا عبل لو أن المنية صوِّرت … لغدا إليَّ سجودها وركوعها
وسطت بسيفي في النفوس … مبيدةً من لا يجيب مقالها ويطيعها
وقال أيضًا في حرب كانت بين عبس والأعاجم:
يا عبل قرّي بوادي الرّمل آمنةً … من العداة وإن خُوِّفت لا تخفي
فدون بيتك أسد في أناملها … بيض تقد أعالي البيض والحجفِ (١)
للهِ درُّ بني عبس لقد بلغوا … كل الفخار ونالوا غاية الشَّرَفِ
خافوا من الحرب لمّا أبصروا فرسي … تحت العجاجة يهوي بي إلى التلفِ
ثم اقتفوا أثري من بعد ما علموا … أن المنية سهم غير منصرفِ
خضت الغبار ومهري أدهم … فعاد مختضبًا بالدّم والجيفِ
ما زلت أنصف خصمي وهو يظلمني … حتى غدا من حسامي غير منتصفِ
وإن يعيبوا سوادًا قد كسيت به … فالدر يستره ثوب من الصدفِ
وقال عنترة في إحدى غاراته:
ولما أوقدوا نار المنايا … بأطراف المثقفة العوالي
طغاها أسود من آل عبس … بأبيض صارم حسن الصقالِ
إذا ما سلّ سال دما نجيعًا … ويخرقُ حدُّه صُمَّ الجبالِ
وأسمر كلما رفعته كفي … يلوح سنانه مثل الهلالِ
تراه إذا تلوي في يمني … تسابقهُ المنيَّة في شمالي
ضمنت لك الضمان ضمان صدقٍ … واتبعت المقالة بالفعالِ
وفرقت الكتائب عند ضربٍ … تخر له صناديد الرجالِ
ملأت الأرض خوفًا من حسامي … فبارت الناس في قيل وقال
(١) الحجف: التروس.