تعنفني زبيبة في الملام … على الإقدام في يوم الزحام
تخاف عليَّ أن ألقى حمامي … بطعن الرمح أو ضرب الحسام
مقال ليس تقبله كرام … ولا يرضى به غير اللئام
يخوض الشيخ في بحر المنايا … ويرجع سالمًا والبحر طام
ويأتي الموت طفلا في مهودٍ … ويلقى حتفه قبل الفطام
فلا ترضى بمنقصة وذلٍ … وتقنع بالقليل من الحطام
فعيشك تحت ظل العز يومًا … ولا تحت المذلة ألف عام
وقال أيضًا في حربه مع العجم:
سلي يا ابنة العبسي رمحي وصارمي … وما فعلا في يوم حرب الأعاجم
سقيتهما والخيل تعثر بالقنا … دماء العدا ممزوجةً بالعلاقم
وفرقت جيشًا كان في جنبانه … دمادمم رعد تحت برق الصوارم
على مهرةٍ منسوبةٍ عربيةٍ … تطير إذا اشتد الوغى بالقوائم
وتصهل خوفًا والرماح قواصد … إليها وتنسل انسلال الأراقم
قحمت بها بحر المنايا فحمحمت … وقد غرقت في موجه المتلاطم
أحب بني عبس ولو هدروا دمي … لأجلك يا بنت السراة الأكارم
وأحمل ثقل الضيم والضيم جائر … وأظهر أني ظالم وابن ظالم
وقال عنترة في قصيدة له في حرب كانت بين العرب والعجم:
خلقت من الجبال أشد قلبًا … وقد تفنى الجبال ولست أفنى
أنا الحصن المشيد لآل عبسٍ … إذا ما شادت الأبطال حصنا
شبيه الليل لوني غير أني … بفعلي من بياض الصبح أسنى
جوادي نسبتي وأبي وأمي … حسامي والسنان إذا انتسبنا