للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في إحدى غاراته هذه الأبيات الرائعة التي تعبر عن بطولته وحكمته:

حكم سيوفك في رقاب العُذَّل … وإذا نزلت بدار ذلٍ فارحلِ

وإذا بليت بظالم كن ظالمًا … وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهلِ

وإذا الجبان نهاك يوم كريهة … خوفًا عليك من ازدحام الجحفلِ

فاعصِ مقالته ولا تحفل بها … وأقدم إذا حقَّ اللقاء في الأولِ

واختر لنفسك منزلًا تعلو به … أو مت كريمًا تحت ظل القسطلِ

فالموت لا ينجيك من آفاته … حصن ولو شيدته بالجندلِ

موت الفتى في عزِّ خير له … من أن يبيت أسير طرفٍ أكحلِ

إن كنت في عدد العبيد فهمتي … فوق الثريا والسِّماك الأعزلِ

أو أنكرَت فرسان عبس نسبتي … فسنان رمحي والحسام يقر لي

وبذابلي ومهندي نلت العلا … لا بالقرابة والعديد الأجزلِ (١)

ورميت مهري في العجاج فخاضه … والنار تقدح من شفار الأنصلِ (٢)

خاض العجاج محجلًا حتى إذا … شهد الوقيعة عاد غير محجلِ (٣)

ولقد نكبت بني حريقة نكبة … لما طعنت صميم قلب الأخيلِ (٤)

وقتلت فارسهم ربيعة عنوة … والهيذبان وجابر بن مهلهلِ

وابني ربيعة والحُريس ومالكًا … والزبرقان غدًا طريح الجندلِ

وأنا ابن سوداء الجبين كأنها … ضبع ترعرع في رسوم المنزلِ

الساق منها مثل ساق نعامةٍ … والشعر منها مثل حبِّ الفلفلِ


(١) الذابل والمهند: الرمح والسيف، العديد الأجزل: العدد الكثير من الناس والأقرباء.
(٢) الشفار: جوانب النصل.
(٣) المحجل: الأبيض القوائم من الخيل.
(٤) الأخيل: المتكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>