للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثغر من تحت اللثام كأنه … برق تلألأ في الظلام المسدلِ

يا نازلين على الحمى ودياره … هلَّا رأيتم في الديار تقلقلي

قد طال عزكم وذُلِّي في الهوى … ومن العجائب عزكم وتذللي

لا تسقني ماء الحياة بذلَّةٍ … بل فاسقني بالعزِّ كأس الحنضلِ

ماء الحياةِ بذلةٍ كجهنم … وجهنم بالعز أطيب منزلِ

وقال أيضًا:

حاربتني يا نائبات الليالي … عن يميني وتارة عن شمالي

واجهدي في عداوتي وعنادي … أنت والله لم تلمِّي ببالي

إن لي همة أشد من الصخور … وأقوى من راسيات الجبالِ

وسنانًا إذا تعسفت في الليل … هداني وردني عن ضلالي (١)

وجوادًا ما سار إلا سرى البرق … وراه من اقتداح النعالِ (٢)

أدهم بصدع الدجى بسوادٍ … أين عينيه غرة كالهلالِ (٣)

يفتديني بنفسه وأفديه … بنفْسي يوم القتال ومالي

وإذا قام سوق حرب العوالي … وتلظى بالمرهفات الصقالِ

كنت دلّالها وكان سناني … تاجرًا يشتري النفوس الغوالي

يا سباع الفلا إذا اشتعل الحرب … اتبعيني من القفار الخوالي

اتبعيني تري دماء الأعادي … سائلاتٍ بين الربى والرمالِ

ثم عودي من بعد ذا واشكريني … واذكري ما رأيته من فعالي

وخذي من جماجم القوم قوتًا … لبنيك الصغار والأشبالِ

خرج عنترة على قومه غضبان فنزل على بني عامر من هوازن وأقام فيهم زمانًا، فأغارت جُشَم من هوازن على ديار قومه (عبس) من غطفان، وكان على


(١) تعسفت: خبطت في العتمة.
(٢) وراه: وراءه.
(٣) الأدهم: شديد السواد ويصدع: يشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>