وقد قوي التنافس بين بقية بني سُليم في الحجاز وبين قبيلة حرب الفتية ونشبت بينهما حروب ظلت دهرًا طويلًا وكان من نتيجة هذه الحروب هو انتشار بني حرب في كثير من مواضع تخص بني سُليم ثم انضواء كثير من فروع سُليم تحت راية حرب بعد أن أصبح لها امتيازات ورواتب من قبل الأشراف ومن سلاطين المماليك في مصر والشام بسبب قوتها عن القبائل الحجازية وهذا راجع إلى كثرة أحلافها ومن دخل تحت اسمها من بطون القبائل العدنانية مثل مُزينة وكِنَانة وخُزاعة وهُذيل وهَوَازن وبعض الأشراف الحسينيين والجعافرة الهاشميين وغيرهم.
وبذلك رجحت كفة حرب الخولانية بما أنضم لها من العدنانيين وأصبح من كان ينافسها لا يقوى عليها وظلت طوال القرون الستة الماضية هي القبيلة الأولى صاحبة الحول والطول خاصة في بلاد ما بين الحرمين.
ومما يجب ملاحظته أن البلادي أوهم القارئ في كتابه "نسب حرب" والذي سردناه في موسوعة القبائل، بأن بعض أسماء بطون قبيلة حرب المرجح أنها عدنانية هي من سلالة حرب الخولانية حسب ما سرد الهمداني من تسلسل لحرب في عهده.
وهذا لمجرد تشابه الأسماء وبدون دليل دامغ أو نص صريح واضح من الهمداني نفسه الذي اعتمد عليه، وسيأتي نقد هذه الجزئية من الباحث الأردني راشد ابن حمدان الأحيوي، وكما نراه عجز عن رد جذم كبير من حرب مثل بني سالم ولم يسلسلهم إلى حرب الخولانية التي رجع معظمها إلى بلاد اليمن كما ذكر الهمداني في "الإكليل". وهذا يؤكد لنا صحة قول بعض الباحثين أن معظم فروع هذا الجذم هي عدنانية أكثرها من الأرومة السلمية، وسيأتي التفصيل عنها.
وقد اعترف البلادي في سرده عن بطون حرب كما تقدم بأن الكثير منها لا ينتمي إلى حرب الخولانية ونذكر على سبيل المثال:
ذكر البلادي الطمح من بني السفر من الأنصار أي من الأزد، وذكر المغاربة من زبيد أن أصلهم من وادي سوس بالمغرب الأقصى، وكذلك العداوين من زبيد أصلهم من عدوان من قيس عيلان، وذوي صالح وذوي مساعد من زبيد أصلهم من الموالي، وأيضًا أن مع الغوانم من زبيد في رابغ طوائف من الهنود والحضارمة والمصريين واليمنيين دخلوا مع حرب بالولاء وصاروا يحسبون أنفسهم من حرب!.