إن هذا من القصص الذي يطرب له العوام من أهل صعدة، وعوام بادية خولان، والهمداني يكتب لهم على طريق جمع المناقب.
الأمر التاسع: أن الجار والصفراء لم تكن من ديار مُزينة ألبتة، إنما هما لكِنَانة وأخلاط أخرى، ولم يذكر قدماء المعجميين أنهم سكنوا تلك الجهات، وإنما سكناهم أعلى الوادي دون الساحل في الروحاء وورقان.
الأمر العاشر: ما ذكره عن إجلاء بني الحارث وبني مالك من سُلَيْم عن بلادهم في ذلك الزمن مجرد كذبة فلم تضعف سُلَيْم في ذلك الوقت. وقد ذكر ابن جرير الطبري صولتهم في الحجاز سنة ٢٣٠ هـ حتى هزمهم جيش الواثق بالله (١).
الأمر الحادي عشر: أنني تتبعت أخبار المقتدر بالله في أمهات كتب التاريخ فما وجدت لحرب أحداثًا في طريق مكة والمدينة، وما وجدت أنه بعث لهم بالمال لخفارة الطريق.
وذكر الهمداني أن بعث المال مستمر طوال حياة المقتدر بالله، فهو خبر هام عن الخلافة في أقصى الشمال لا يوجد عند غير الهمداني في صعدة بالجنوب!!.
الأمر الثاني عشر: وقائع الحرَّة، والرغامة، والأثاية لا وجود لها عند غير الهمداني، وأما المواضع فأماكن معروفة.
الأمر الثالث عشر: لم يعرف مؤرخو مكة سلطانها ابن ملاحظ!. وحري أن يكون سلطانًا حقيقيًّا فات على مؤرخي مكة المكرمة ذكره إلا أن أسر سلطان مكة من قبل قبائل حرب في بلاد الحجاز لا علم به إلا في صعدة عن الهمداني عن مجهول.
(١) انظر التفاصيل في كتاب "بنو سُلَيْم" للشيخ عبد القدوس الأنصاري رحمه الله ص ١٣٩ - ١٤٣ و"معجم قبائل العرب" ٢/ ٥٤٥. وانظر "تاريخ ابن جرير" ٩/ ١٢٩ - ١٣١ و ١٣٢ - ١٣٤ دار المعارف.