للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرئ القيس. ولله در ابن خلدون (رحمه الله) فقد فصل قول كل خطيب ووضح أن عوف أهل الصولة على إفريقيا بفرعيهم علَّاق ومرداس هم عوف بن بهثة .. وخطأه في أحد مشجراته كانت سهوًا منه بإضافة امرئ القيس بعد عوف.

ومما يؤكد أن الفروع التي في حرب بالحجاز هي من فروع بني عوف بن بهثة أن ديار عوف هؤلاء في شمالي حرَّة سُليم قرب المدينة المنورة، فلما نزحت الغالبية العظمى منهم إلى مصر ثم إلى بلاد المغرب بقي جزء منهم في ديارهم انضموا إلى حرب ودخلت ديارهم ضمن ديار حرب وانكمشت ديار سُليم ما بين الحرمين كما هو معروف في القرن التاسع الهجري.

وأما ديار عوف الأصغر ابن امرئ القيس فكانت بعضها في بلاد الحرمين والبعض الآخر في نجد حول بئر معونة؛ لأن بعض فروعهم قد شارك في أحداث بئر معونة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا مجاورين بطون من ثعلبة بن بهثة وبطون من الحارث بن بهثة. وأما بقية فروع امرئ القيس بن بهثة فكانت في بلاد نجد في ديار سُليم القديمة مثل السوارقية وصُفينة ومهد الذهب والتي استولت عليها قبيلة مُطير في القرن الثامن الهجري كما يذكر رواتهم.

وقيل أن استيلاء مُطير على هذه الديار كان بعد نزوح قبيلة بني عُتبة (آل ابن علي) من خُفاف من امرئ القيس بن بهثة وهي آخر قبيلة كانت تسكن هذه الديار حتى القرن التاسع الهجري، وقد تشتت أمرها مع فروع سلمية أخرى إلى بلاد الخليج والأحساء والقصيم شرق الجزيرة العربية. وعن عوف بن امرئ القيس إخوة خفاف بن امرئ القيس فذكرهم ابن الكلبي وابن حزم ومنهم رجالات وفرسان مشاهير في صدر الإسلام، حيث قال منهم بني يربوع بن سمال ومنهم عبد الله بن أبي خازم صاحب خراسان، وعروة بن أسماء بن الصلت من أجلاء الصحابة الذين قتلوا في بئر معونة من قومه بني سُليم في صدر الإسلام في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم موسى بن عمرو بن موسى بن عبد الله بن أبي خازم قُتل مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -

<<  <  ج: ص:  >  >>