للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيس بن الهيثم بن قيس بن الصلت القائم بدعوة ابن الزبير بالبصرة، والربيع بن ربيعة بن أهبان من بني سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة وهو قاتل دُريد بن الصمَّة الجُشمي فارس هوازن يوم حُنين.

هنا تتضح لنا الرؤية بأن عوف الأصغر بن امرئ القيس فرع له شهرة وليس بخامل الذكر.

وكذلك عوف بن بهثة فرع كبير وصاحب قوة وصولة ظهرت عامي ٢٣٠، ٢٣٢ هـ في أحداث بني سُليم مع والي المدينة ثم مع التركي بغا الكبير قائد الدولة العباسية.

وقد اتضحت قوة عوف الأكبر عندما كانوا القوة الضاربة من سُليم في تونس، وقد تغلبوا على قبيلة رياح من بني هلال وأزاحوهم إلى المغرب الأوسط في بداية القرن السادس الهجري، وكان منهم الكعوب الذين وصفهم ابن خلدون بأنهم رؤساء البدو من سُليم في إفريقيا.

وقد ذكر الصحابي الجليل والشاعر الجهبذ العباس بن مرداس اسم "عوف" مرات عديدة في شعره بمناسبة مشاركة بني سُليم في فتح مكة المكرمة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك في غزوة حُنين ضد هوازن.

ولا ندري أهو يقصد عوف الأكبر ابن بُهثة أم عوف الأصغر ابن امرئ القيس بن بُهثة؟ ولربما شارك من كليهما مع المسلمين فذكرهما بنفس الاسم وقد أوضح في شعره أن الجميع إنسالوا من أفناء بُهثة "الابن الأوحد لسُليم" أي لا فرق بين بطن وبطن فالمنبع واحد والأصل واحد.

وهنا ملاحظة أن ضرورة الشعر في الاختصار لضبط الوزن والقافية تحتم على أي شاعر أن يختصر ويذكر مثلًا عوف دون ذكر كلمة بن، ولذلك غاب علينا معرفة أي العوفين في سُليم يقصد، ولو شارك كلاهما فالعباس ذكر كليهما فلا لوم عليه من أحدهما. وعن أخطاء ابن خلدون في تسلسل أجداد بني سُليم في تاريخ العبر هذا راجع إلى أنه كان متأخرًا عن هجرة سُليم إلى بلاد المغرب، حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>