عاش في النصف الثاني من القرن الثامن وتوفي في بداية القرن التاسع الهجري، أي المسافة هنا تزيد عن ثلاثة قرون ونصف قرن، فلا تستطيع الأجيال السُّلَميَّة المتأخرة الموجودة في عصره أن تمليه الصحيح بدقة أو أن تحصي عليه جميع الملاحظات، ولربما أخذ عن الرواة بعض الأخطاء، ونراه في بعض الروايات غير المؤكدة عن بعض الفروع يقول قد يقال! وقد نبرهن على سهو ابن خلدون أن ذكر هيب بن بهثة هو والد محارب وشماخ ولبيد، وأن يعهب بن بهثة. . . . إلخ.
رغم أن من قبله من النسابين مثل ابن الكلبى وابن حزم وابن سعيد المغربي وغيرهم قد ذكروا أن بهثة له أولاد معروفون ليس من بينهم هيب أو يعهب على الإطلاق.
وقد كان لقرب عهد أبو علي الهجري لبني سُليم في الجزيرة العربية في آخر القرن الثالث وأول القرن الرابع الهجري أكبر الأثر في ذكر الصحيح، وقد فصّل عن لبيد هؤلاء حيث عجز ابن خلدون عن تسلسل أجدادهم فقال: لبيد من مالك بن أهيب بن عبد الله بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم.
ولبيد ومحارب من أهيب كانا من أشد بني سُليم سطوة على بلاد برقة ولم يتركوا إمرة ولا مشيخة إلا استولوا عليها. كما ذكر ابن خلدون.
٢ - توسع الأحيوي في ذكر فروع من قبيلة بلي القُضاعية، وقد ربط بين هذه الفروع وبين فروع أخرى بنفس الاسم في قبيلة حرب ذات الأرومة السلمية.
والحقيقة أن الكثير من الفروع التي ذكرها في بلي لا تمتّ إلى أرومة حرب خاصة السلمية منها.
وقد أشار الشيخ حمد الجاسر معقبًا على بحوث الأحيوي في مجلة العرب السعودية حيث أبدى اعتراضه على ذلك وعلى بعض الفروع الأخرى التي لم ننشرها وهي قبائل بأكملها في الشام وفلسطين خاصة، وشمال سيناء أهمها الجبارات والحناجرة والسواركة وغيرهم مما ذكر في بعض بحوثه في مجلة العرب السعودية.