للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس معنى ذلك أن جميع ما قاله الأحيوي خطأ وإنما اجتهد بإيضاح النصوص القديمة ومن المؤكد أن فروعًا في بلي من قبيلة حرب من أرومة سلمية نزحت إلى ديار بلي وأقامت بها ودخلت معها.

وعن الأحامدة في بلي فأرى أنهم خلاف الأحامدة في حرب ذات الأرومة السُلَميَّة حيث إن الأحامدة في حرب يؤكدون أن جدهم رعاية من نسل الصحابي عباس بن مرداس وإخوتهم بني محمد (المحاميد)، والتراجمة ويعدّون إلى ثلاثة أو أربعة عشر جدًّا إلى رعاية بن ترجم الذي جلا مع أولاده بسبب دم عليه في سُليم منذ قرابة خمسة قرون وسكن ديار حرب وانضم إلى بني سالم ابنه حمد، كما يؤكد الرواة، وانضم بنو محمد إلى بني سالم أيضًا، وأما علي بن رعاية ومنه التراجمة فانضم إلى الصواعد من عوف، ويقال إن ابن عم رعاية ويسمى خلف تخلف عنهم في ديار زبيد من حرب وأُطلق عليهم المخاليف وسيأتي التفصيل عنهم. أما عن الأحامدة في بلي فهم أقدم من حيث التكوين وذكروا كبطن معروف من بلي في القرن الثامن الهجري إذ ذكرهم ابن إياس عام ٧٩٨ هـ من قبائل صعيد مصر تعرضوا للقتال من المماليك بعد أن زاد خطرهم على البلاد. كما ذكرهم ابن حجر العسقلاني عام ٨١٨ هـ في بداية القرن التاسع الهجري وأشار إلى بطشهم وأكد نسبهم إلى قبيلة بلي حيث ذكر أنهم من بلي داما .. ووادي داما هو الفاصل بين بلي وبني عُقبة من جُذام القحطانية، وأصبح الآن من ديار قبيلة (الحويطات) خلفاء بني عُقبة. من هذا يتضح لنا أن الأحامدة في بلي بطن قديم أصبح في شكل قبيلة في أواخر القرن الثامن الهجري، بينما الأحامدة في حرب في هذه الحقبة لم يوجد بعد جدّهم رعاية السُّلمي فشتان بين هؤلاء وأولئك.

أما عن ذكر الأحيوي أن الأحامدة في حرب من أرومة سلمية قديمة جدُّهم أحمد جد جاهلي هو أحمد بن نمير بن حكيم بن حصن بن علَّاق بن عوف من بني سُليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>