للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ربعنا يا حرب نبغا الرأي منكم … سلك البابور مدَّ والقناصل تتليه

الفعل منكم وفتل الرأي منكم … ولا بد من يوم يشيب الورع (١) فيه

فرد عليهم الأحمدي نيابة عن حرب:

حييت يا لحدّاي ما ننسى جهنكم (٢) … الساس يبني والبناء ينقاد فيه

حِنّا من عندنا وأنتم من يمكم … الصبح لازم إنَّا نشب النار فيه

وفي روايات كبار السن أنه قامت منازعات بين الأحامدة والحوازم وأدت إلى قتال بينهما (٣). وقد أثار محمد علي باشا القبائل الخارجة عن طاعته في بعضها البعض، ففي عام ١٢٥٠ هـ تقريبًا استفزع الحوازم بالبلادية من بني عمرو وهم جذم آخر خلاف الذي ينتمون إليه مع الأحامدة، وقام الحوازم مع البلادية (٤) بقطع سيقان شجر السمر لكي يحفروا بها مهاريس ومدقات لملح البارود، فاستفزع الأحامدة بأشقائهم التراجمة من الصواعد من عوف.

فقال الأحمدي:

الترجمي والأحمدي يا عز راسي … شيالة البيرق وبيرقًا لهم عزومي

كم ربعوا من راس بالقالات قاسي … دون اللوازم عندهم طش اللحومي

قلت: ريعوا القالات أي حلّوا الطلايب ومشاكل البوادي، وهذا وسام على صدرهم.

ولما علم الحوازم بقدوم التراجمة قال شاعرهم:

الترجمي والأحمدي جونا نزيَّة … ما ندري هم من أيّات البدودِ

وأخوهم المحمدي راعي المطيَّه … حنّا ذرا البيت وأن لموا الجرودِ


(١) الورع: الطفل.
(٢) جهنكم: أمركم وشأنكم.
(٣) رغم أن كليهما في جذم واحد من حرب وهو بني سالم.
(٤) ذكر ذلك البلادي في كتابه (نسب حرب) وسرد عن هذه الواقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>