للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يدل على مكانة هذه القبيلة، وكان العرب يقولون: "من أراد العز فعليه أن يتزوج امرأة كلبية" وقال العامة: "من أراد الطاعة والقناعة والذرية الوفية، فليتزوج شرارية". كل هذا يدل على مكانة هذه القبيلة في نفوس العرب، أما إقامة الشرارات فكانت في ديارنا الأردنية وفي حوران وفي تدمر وفي سلميا العاصمية وحمص وخماه وشيزر وكفر طاب وغربي العراق والسماوة وخالة والجولان وإيلياء وفي جنوبي الأردن (معان)، وكان الشرارات والحويطات يفرضون الخاوة على القبائل التي في جنوب الأردن وعلى أهل الدساكر.

والخاوة لا تفرضها إلا القبائل القوية. وقد اعتنق قوم من بني كلب مذهب القرامطة فلما هُزم الأمويون، ودُمر القرامطة لحقهم شيء من الحيف، لكن هذا لم يتحيّف رجولة هذه القبيلة، نرى ذلك في الكثير من مواقعهم، أذكر مثالًا على ذلك مهاجمة شيخ الجبل لقبيلة الشرارات في ناحية (الجوف) بعسكر مؤلف من أربعمائة ذلول، وخمسين فارسًا وأخذ إبلهم، لكنهم استردوا الإبل، وأسروا من رجاله تسعين رجلًا، واضطر هو نفسه أن يتخفى، ودخل هو وخمسة عشر رجلًا من رجاله بيت سيدة من الشرارات فحمتهم ونجتهم ليلًا.

أما بعض ما قيل في مدح الشرارات فأنقله بحروفه:

"ومنهم الشرارات أنهم زبدة أولي الطنب والحماة الصاحب بالجنب، يسعد المستعين بهم، ويشقى المستهين بهم، آثارهم معروفة وطرائفهم مألوفة، أقدم من السهام وأندى من الغمام، وفضلهم لا ينكر ومنعهم لا يكفر" (١).

وجاء في كتاب الجوف (٢) - وادي النفاخ ما حرفه: "وأهم ما يميّز سكان الجوف هو كرمهم. . . ولا يوجد في شبه الجزيرة العربية كلها مكان يعامل فيه الضيف كما يعامل هنا، حتى يصبح كأنه واحد منهم".


(١) عن الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر (قبائل العرب تأليف الشيخ محمد البسام) التميمي النجدي المتوفى سنة ١٢٤٦ هـ حققه ونشره سعود بن غانم الجمران العجمي.
(٢) إعداد/ محمد الرحمن بن أحمد السديري ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>