مكلب اللي أنت منهم!). . . فمن يرضى من الأعراب أن يصف نفسه بالكلب أو يكون في أصل الفرع كلبًا، وهو لا يعرف أن كلبا هي القبيلة القُضَاعية القحطانية العريقة والقوية التي بسطت نفوذها على بلاد قبيلة الشرارات، خصوصًا أن معظم الشرارات ظلوا بادية، وقد انعدم فيهم التعليم الذي يضع سلالم أنسابها كغيرها من قبائل عدة.
يقول الشيخ حمد الجاسر علّامة الجزيرة (١):
"إن تاريخ القبائل بما في ذلك تدوين أنسابها انحصر الاهتمام به في العصور الأولى حتى القرن الرابع الهجري، ثم بعد ذلك ضعفت الصلة بقبائل الجزيرة حيث ضعفت الخلافة ضعفًا كان من أثره أن عادت الجزيرة إلى ما يشبه حياتها قبل ظهور الإسلام من حيث العزلة وانتشار الفوضى واستشراء العداوة بين قبائلها، حتى أصبح الاتصال بهذه القبائل بمن هو خارج تلك البلاد من أصعب الأمور. . . ومن هنا خفيت معالم الحياة في هذه البلاد عن المهتمين بتدوين مظاهرها ومن ذلك علم النسب". انتهى
فأي ضمير هذا الذي يريد الفصل بين الفرع والأصل ليلصق هذا الفرع في جذع غير جذعه، إن تيار الهجرة إلى مصر وبلاد المغرب التي حدثت لأجزاء كثيرة من بني كلب. . . كبني معقل وغيرها، وذلك في أعقاب القرن الرابع الهجري هذا التيار لم يحرف قبيلة الشرارات عن القاعدة والانتماء إلى كلب الذي جاء على السليقة والعفوية فيما يشبه الفطرة، وهذا سر أصالة هذا الانتماء وصدقه.
ولا تفوت الإشارة هنا إلى تيار هذه الهجرات إلى بلاد المغرب العربي إبان القرن الخامس الهجري، كقبيلة بني هِلَال وبني سُلَيْم وبني كلب وأقوام أخرى قد غلب عليها فيما بعد اسم الهجرة الهلالية، وقد أورد الكاتب عبد الوهاب بن منصور في كتاب قبائل المغرب ص ٤١٢ ج ١ هذا النص:
"غلب اسم بني هلال على جميع العرب الذين دخلوا المغرب في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، حتى ليظن الظان أنه لم يدخله شعب من العرب