وفي وقتنا الحاضر لا تزال السلالة بين إبلهم والتي فيها صفة الماطلية هي أفضل الإبل عند الشرارات ويصفونها بقولهم: ناقة مطلاء .. وجمل أمطل: للمفرد.
وفي اللغة جمعًا: إبل ماطلية وذلك لامتلاء جسمها وديدها، وهذه الصفة صفة مميزة لإبل الشرارات ونجائبهم. وماطل: من مسمياتهم المشهورة، وحتى في أسماء أعلامهم.
وفي الجمهرة: وماطل فحل من فحول الإبل تنسب إليه الإبل الماطلية وهي من شق قُضاعة، والإبل الماطلية مشهورة عند العرب، قال ذو الرمة:
سمام بخت منه المهارى وغودرت … أراحيها والماطلي الهملع
وذكر أبو نصر: ويشبه الطير بها لسرعتها وذو الرمة يصف بإبل كلب وجمالهم السود قال:
أضله راعيًا كلبيًا صدرًا … عن مطلب وطلي الأعناق تضطرب
ونجد أن تحديد النسب للإبل متسلسل أصولها لا تحيد عن الرواية العامة عند قدماء إخباري العرب في أصول النجيبة الهيمانية وكونها من سلالة الإبل الوحشية (الوحشي) وتهجين لها (١).
والقصة التي يرويها ويتناقلها الرواة عند الشرارات:
إن ذلولًا أصيلة تسمى "الوضيحاء" لأحد الرعاة الذي كان يرعى في قفار وجبال من الصحراء موحشة .. وإن تلك الجبال والبراري كانت (مفلا) لجمال وحشية صغيرة الحجم سريعة الجري ويطلق عليها التسمية في الجمال الوحشية ويطلقون أيضًا عليها اسم الوحشية لمساكنها الجبلية الوعرة وكانت شديدة البياض (وضح) ويشابهونها بلون "الوضيحي" أو ما يسمونه المهاة العربي (أي مثل الغزال الجميل المسمى المها).
ويطلقون عليها للونها أيضًا أوضيحوات جمعًا لصفة البياض وشدته وكانوا يروون عنها صفات أخرى كثيرة.
(١) انظر ما ورد من تشابه كبير لهذه الرواية في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - للدكتور جواد علي.