ورغب الراعي أن يلقح ذلوله من هذه الإبل الوحشية .. فقام وعقل ذلوله بين تلك الجبال الموحشة التي كانت ترعى بها الإبل الوحشية … وتركها وفي اليوم التالي وجد أن تلك الإبل الوحشية قد ألحقت ذلوله وتم التهجين.
وفي تاريخ سيناء لنعوم شقير ص ٩٣: أما الإبل فهي أهم حيواناتها الداجنة وأنفعها وأكثر اعتماد البدو في معيشتهم عليها، وهم يفضلونها ويعتنون بتربية الأصيلة منها كل الاعتناء، والأصيلة عندهم نوعان الزريقي والوضيحان، أما الزريقي ومؤنثه الزريقة وجمعه الزرق ففي تقاليدهم أنه من قعود الراعي إبل العبابدة.
أما الوضيحان فقالوا إن أصله من إبل الشرارات ببلاد العرب، وقد سمى بذلك لأن لون قوائمة الأربع وأسفل بطنه أبيض وضاح، وباقي الجسم أصفر مشرب حمرة كلون الغزال.
وقام بوضع شملة للتأكد من تمام اللقاح والحفاظ عليها من أن تلقحها جمال اخرى وبعد كمال فترة اللقاح .. ولد هجينًا أصيلًا أطلق عليه وضيحان نسبة لجمل الوحشي، يقول شاعر شراري:
أبوها من زمل الطور … بنت ملاخس بالوعر
ويقول حمد الفحل الشراري:
يا راكب اللي حفلت بالغوى الزين … من ساس هجن محصنات أهمامي
بنت الوضيحاء نجبوها المستقين … وترثه صعيدي ما عليها تهامي
ترثة: وهي أثمن شيء عندهم ويسمونها ترثة إبل يحرصون على الحافظ عليها. وفي قوله (ترثة صعيدي) كان نسبة إلى القصة السابقة. وورد في تاج العروس (وبنات صعدة بالفتح حمر الوحشي والنسبة إليها صاعدي) قال أبو ذؤيب:
نمرس فا الحق صاعديا مصحرا … بالكشح فاشتملت عليه الأضلع
وناقة صعادية طويلة. فكأنهم يسمون الوحشي من الجمال والبقر الوحشي وما على نحوهما بنات صعدة، وقال الشاعر: