للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- الضحَّاك بن سفيان ١١ هـ/ ٦٣٢ م: هو ابن سفيان بن عوف بن كعب الكلابي (أبو سعيد)، شجاع، صحابي كان نازلًا بنجد، وولّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من أسلم هناك من قومه، ثم اتخذه سيافًا، فكان يقوم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - متوشحًا بسيفه، وكانوا يعدونه بمائة فارس، وله شعر، وقيل استشهد في قتال أهل الردة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من بني سُلَيْم! (*).

قلت: ومن العجيب أن الضحَّاك كان على رأس ألف من بني سُلَيم قد ولّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيادتهم في غزوة حُنين ضد هوازن، ولم تشترك كلاب من بني عامر مع باقي قبائل هوازن في هذه الغزوة ضد المسلمين.

وفي أشعار العباس بن مرداس زعيم بني سُلَيم في سيرة ابن هشام المعافري للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما يؤكد قيادة الضحَّاك لفرسان سُلَيم، قال العباس السُّلَمي:

يا خاتم النبأ إنك مرسل … بالحق كل هدى السبيل هداكا

إن الإله بنى عليك محبة … في خلقه ومحمدًا سماكا

ثم الذين وفوا بما عاهدتهم … جند بعثت عليهم الضحّاكا

رجلًا به ذرب السلاح كأنه … لما تكنفه العدو يراكا (١)

يغشى ذوي النسب القريب وإنما … يبغي رضا الرحمن ورضاكا

طورًا يعانق باليدين وتارة … يقري الجماجم صارمًا بتاكا (٢)

وبنو سُلَيم معنقون أمامه … ضربًا وطعنًا في العدو دراكا (٣)

يمشون تحت لوائه وكأنهم … أُسد العرين أردنَّ ثم عراكا (٤)

ما يرتجون من القريب قرابة … إلَّا طاعة ربهم وهواكا

هذي مشاهدنا التي كانت لنا … معروفة وولينا مولاكا


(*) انظر الاستيعاب والإصابة، والروض الأنف.
(١) ذرب السلاح: أي حدته.
(٢) بتاكًا: قاطعًا.
(٣) معنقون: مسروعون.
(٤) العراكا: المدافعة، العرين: موضع الأسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>