للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وفي البيت الخامس يقصد أن الضحَّاك الكلابي يرفع سيفه في وجه قومه من هوازن يبغي رضاء الرحمن ورضاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي البيت التاسع يقصد فيه أن هوازن أقرباء لبني سُلَيم لأن القبيلتين من أبٍ واحد هو منصور بن عِكْرمة، ومن أجل طاعة الله ورسوله لا يهم قومه من بني سُلَيْم صلة القرابة والرحم مع هوازن التي تحارب النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين في حُنين. وقال العباس بن مرداس أيضًا يذكر الضحَّاك الكلابي:

ويوم حُنين حين سارت هوازن … إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع

صبرنا مع الضحّاك لا يستفزنا … قراع الأعادي منهمو والوقائع

أمام رسول الله يخفق فوقنا … لواء كخذروف السحابة لامع (١)

عشية ضحاك بن سفيان معتصٍ … بسيف رسول الله والموت كانع (٢)

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى … مصالًا لكنا الأقربين نتابع (٣)

ولكن دين الله دين محمد … رضينا به، فيه الهُدى والشرائع

أقام به بعد الضلالة أمرنا … وليس لأمر حمه الله دافع

وقال العباس أيضًا يذكر الضحَّاك بن سفيان الكلابي في حُنين:

وأذكر بلاء سُلَيم في مواطنها … وفي سُلَيم لأهل الفخر مفتخر

قوم هم نصروا الرحمن واتبعوا … دين الرسول وأمر الناس مشتجر

لا يغرسون فسيل النخل وسطهم … ولا تخاور مشتاهم البقر (٤)


(١) خذروف السحابة: طرفنا.
(٢) معتص: ضارب، كانع: مغترب.
(٣) يقصد بهذا البيت أن الأخوة في الدين غلبت الأخوة في النسب، ولو كانت هوازن تحارب على حق في هذه المعركة لكانت سُلَيم معها ضد من يقاتلها، ولكن العكس فهوازن على الباطل وتحارب دين الحق في هذه الغزوة، ولا بد من قتالها حتى تفيء إلى الحق وهو دين الإسلام، ومعنى نذود أي ندفع.
(٤) فسيل: صغار النخل ويقصد أن سُلَيم ليسوا أهل زرع ولا رعي وإنما هم أهل حرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>