المال، فأتى علقمة بن علاثة فقال له: أجرني. فقال له: أجرتك، قال: من الجن والإنس، قال: نعم. قال: ومن الموت، قال: لا. فتركه وأتى عامر بن الطفيل الكلابي فقال: أجرني، قال: قد أجرتك، قال من الإنس والجن، قال: نعم، قال: ومن الموت، قال: نعم، قال الأعشى: وكيف تجيرني من الموت يا ابن الطفيل؟ قال: إذا متّ وأنت جاري بعثت إلى أهلك الدية، قال: الآن علمت أنك تجيرني حتى من الموت!.
ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه راجع لقسوته وجبروته، فهو الذي تسبب في قتل سبعين من الصحابة في بئر معونة، وكان قد أرسلهم النبي لنشر الدين بدعوة من عامر بن مالك (ملاعب الأسنة) الكلابي، وقد أجارهم بعد أن قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أخشى عليهم سطوة أعراب نجد، فلما رآهم عامر بن الطفيل استصرخ بني عامر لقتلهم فأبوا عليه ما أراد، وقالوا لن ننقض العهد لأبي براء، فأتى أحياء رعل وعُصية وذكوان من بني سُلَيم فأجابوه، وقتلوا المسلمين في بئر معونة، فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقام حسان بن ثابت شاعر الأنصار بتحريض مُلاعب الأسنة على ابن الطفيل، فهجم عليه بحربته ولكن لم يصب منه مقتله، ثم عيّر حسان بني جعفر بن كلاب قائلًا:
(٨) وفي كتاب دولة الإسلام لشمس الدين الذهبي ٦٧٣ - ٧٤٨ هـ (١):
- أنه في عام ١٩٨ هـ: في خلافة المأمون العباسي، انتدب بن بهيس الكلابي أمير العرب بالشام لحرب السفياني، ولما قام معه فقاتلهم وأخذتهم دمشق، وأقام دعوة المأمون وهرب السفياني في إزار.
(١) الجزء الأول والثاني - طبع إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر.