الردينيات، فأغارت عليه أولًا خيل عَنَزة ولكنها لم تفعل شيئًا، ثم تقدم زعيم العوازم ابن مساعد بن حماد وتبعته عشيرته، ولم يصغوا لمنع مبارك إياهم عن الإقدام، فكانت النتيجة انهزام الدويش تاركًا خلفه من القتلى والجرحى والأموال شيئًا كثيرًا. (انتهى) قلت: وهذه طبيعة بني كلاب، والعوازم امتداد لهم في
الإقدام والبطولة.
(٤) وفي مجلة العرب السعودية ذكر العلَّامة حمد الجاسر عن العوازم (١):
قال تحت عنوان النَّقيرة: بفتح النون وكسر القاف، فعيلة بمعنى مفعولة، أي منقورة، هناك في الشمال من آبار النعيرية الارتوازية وعلى مسافة خمسين كيلو متر جوٌّ واسع من الأرض، فيه آبار قديمة، ليست غزيرة الماء، يطلق على واحدة منها، تقع في الجنوب من ذلك الجوِّ ومن الآبار - اسم النقيرة، وقد تسمَّى مُشاش النقيرة لضعف مائها، ومعروف أن المياه في البادية جميعها تأثرت بما حُفر من الآبار العميقة التي ركِّبت فوقها الآلات الحديثة لجذب الماء من أعماق الأرض، هذه البئر الضعيفة الماء كانت ذات شهرة عظيمة قديمًا لوقوعها في طريق من أعظم الطرق الموصلة إلى شرق الجزيرة، من الشمال كاظمة (الكويت) والعراق وما حولها من البلاد.
قال الأزهري في كتاب "تهذيب اللغة": النقيرة ركية ماؤها رواء، بين ثاج وكاظمة، انتهى. ومثل هذا في كتاب التكملة للصاغاني.
وقال الهمداني في "صفة جزيرة العرب": النقار: نقر في الرمل وكاظمة، ومسلحة بئر كانت أجاجا تدرب البطون، وعذب ماؤها فصار فراتًا والنقيرة، وبها البئر العدُّ، التي ذكرناها، والسودة (انتهى).
(١) مجلة العرب - حمد الجاسر رجب/ شعبان ١٤٠٧ هـ/ مارس إبريل ١٩٧٧ م ص ١٢٨، ١٢٩.