للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٧) نورد هنا نصًا هامًا يوضح أن قبائل بني عامر من هوازن بما فيها قبيلة كلاب التي خرجت من أنقاضها قبيلة العوازم كانت تسيطر على قسم كبير من بلاد نجد وعاليتها.

- قال الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس في كتابه "الدرعية" ما نصه:

ومنذ منتصف القرن التاسع الهجري آل يزيد في تقلص واضمحلالٍ، فقد باعوا العيينة سنة ٨٥٠ هـ، وليس ثمة من يد طائلية تحكم نجدًا وتهيمن عليها، وأضاف ابن خميس: وكان النفوذ الأقوى آنذاك لبني عامر وفروعها، فهي تحتل ما بين المخرج والأفلاج إلى السليل ووادي الدواسر إلى سُرّة نجد وعاليتها إلى أطراف


= قلت: وفي جريدة القبس بتاريخ ٦/ ١٢/ ١٩٨٩ م العدد ٦٣١٤ قال الدكتور/ محمد عيسى صالحية تحت عنوان الأرشيف العثماني وتاريخ الجزيرة العربية: حسنًا فعلت الحكومة التركية، إذ سهلت مؤخرا مهمة الاطلاع والبحث في أرشيف رئاسة الوزراء، فالمبنى جديد مكيف، والباحث له امتياز الغذاء في مبنى الأرشيف بمبالغ رمزية، ورفعت الحظر عن العديد من الدفاتر التي كان يتشوق الباحثون لدراستها، والمعاملة حسنة.
ومن أطرف الوثائق المفرج عنها حديثًا وثيقة تتصل بمقتل والي الأحساء العثماني محمد أمين باشا الظلوم الغشوم المتجبر المتفنن في فرض الضرائب على القبائل والأفراد الذين ينضوون تحت لواءه، ضرائب عجيبة على اللباد والعباءات والصوف والجلود والسمن والعسل والفواكه والحبوب، وعلى الحطب والماعز والجاموس والكروم والطواحين والمنازل والسمك والأرز والدقيق، وإضافة إلى ذلك الخاص السلطاني والخاص والزعامت، وطامة الضرائب الكبرى ما يسمى "بادهوا" متفرقة يفرضها الوالي وفق مزاجه وهواه، أما الجرائم مثل السرقة والزنى والقتل في درجات ولكن عقوبتها الأفجات (دفع الرسوم)، وابتدع صاحبنا الوالي كمًا هائلًا من الضرائب شملت حتى الطريق غير المعبدة، وفي أتون هذا الجحيم، ثلاثة من فتيان قبيلة العوازم، آلمهم ما وقع فيه أبناء المنطقة من ظلم مجحف، عقدوا العزم على التخلص من شر هذا الجبار المتعنت، انقض شبان العوازم الثلاثة على الوالي حتى أجهزوا عليه (المكان عين النجم في الأحساء) وفي هدأة الليل والظلوم الغشوم بين رجاله، وقد اعتاد الجبار على الاستحمام في العين كلما حلا له ذلك حينئذ، ولم ينجح رجاله من تخليصه إلا بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ومن يريد التعرف على ما لحق بقبيلة العوازم بعد ذلك فليقرأ دفاتر الأمور المكتومة ففيها العجب العجاب، ولكن النتيجة النهائية عودة ولاة الأحساء للتفكير طويلًا قبل إرهاق النّاس بالضرائب في هذا العهد البائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>