للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابنه ومن أطاعه من قبيلة مُطير إلى العجمان، وانضم اليهم، وجاءهم أيضًا ابن مشهور في جماعة من عَنَزة، ولم اجتمعوا عقدوا العزم على احتلال الأحساء والمدن الساحلية كالجبيل والقطيف، وساروا متجهين لتنفيذ خطتهم، وفي طريقهم قيل لهم: إن أحياء من قبيلة العوازم نازلون على ماء يقال له رِضَى، فطمعوا في أخذهم والتقوي بأموالهم، فساروا إليهم وصبّحوهم وهم غارون لا يعلمون بهم، فهبّوا في وجوههم مدافعين عن أموالهم وأهاليهم، وأنزل الله عليهم النصر من السماء، فقتلوهم بالرصاص والسيوف والسكاكين وعمد البيوت (بيوت الشعر) وبالحجارة، وقتلوا حملة الرايات وأخذها العوازم، وهزموهم شر هزيمة لا ينمحي عارها، وكانت هذه أكبر وأفحش في نفوسهم من كل شيء، لأنهم يرون أن العوازم لا يكافئونهم في الشجاعة والعدد والعدة، وفقدوا بذلك اعتزازهم بأنفسهم ومكانتهم الرفيعة عند الناس، وأمن الله البلاد من شرهم.

وبعد مدة لا تزيد على شهرين أرادوا أن يستعيدوا شرفهم وحسن سمعتهم وهيبتهم التي هزت جزيرة العرب والعراق والشام، فجمعوا فلولهم .. وكانت العوازم تترقب غزوهم فاجتمعوا على ماء يسمى (نقير) (١) فسار العُجمان والدويش من مُطير وابن مشهور إلى العوازم في نقير، فأغاروا عليهم فهزمهم العوازم مرة ثانية شر هزيمة، وقتلوا كثيرًا من رجالهم فعادوا خائبين. (انتهى).

- قلت: ولا يسعني إلا أن أقول في أن هذه الأحداث قد أظهرت بصورة جلية مَنْ هم العوازم، وأنهم بحق أهل العزم والبطولة ورايتهم منصورة، كيف لا؟ .. وهم لا يعتدون على عباد الله من أبناء الجزيرة بصورة غادرة كما فعل هؤلاء


(١) ويقول شاعر العوازم: عقب كون نقير تيهنا العشاير … والحريب أقفى يبي المخلاص منا
ويقصد أن إبل العوازم صارت آمنة في مراعيها بعد اندحار الأعداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>