للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطغاة معهم .. وهي شهادة للتاريخ، فهم الجمر تحت الرماد، وقد برهنوا في جزيرة العرب بأفعالهم وفروسيتهم عن عراقتهم وطيب أعراقهم.

وفي ص ٧٨ يعلق الأخ الأستاذ/ عبد الرحمن العبيّد عن هذه الأحداث التي جرت للعوازم قائلًا: تكاد تجمع المصادر التاريخية على حقيقة هذه الحملة، وما دار فيها وما أورده الشيخ محمد بن عبد القادر يوضح ذلك جليًا.

أما أسبابها فيرجع إلى حب السيطرة عند بعض البادية وإلى عدم التزامها بالعهود .. وأي طمع لهؤلاء الأشخاص مجتمعين في الحصول على مغانم سياسية ومادية تحد من انتصارات ونشاط عاهل الجزيرة الراحل عبد العزيز آل سعود، بالإضافة إلى أسباب أخرى، أهمها كون المنطقة تتمتع بخيرات كثيرة حيث توجد واحات القطيف والأحساء وموانئ الجبيل والعقير التي تعتبر منافذ لشبه الجزيرة من الشرق .. ومن الغريب أن يتقاسم زعماء تلك القبائل أقاليم المملكة في اجتماع خاص عقدوه قبل حصولهم على أي نصر، وقد جاءت هزيمتهم على يد العوازم تضع حدًا لهذه الثورة، وكان من نتيجتها الاستقرار وعودة الطمأنينة إلى نفوس الأهالي، ولا سيما سكان المدن القريبة التي كانت ستتعرض لهم قبل غيرها مثل الجبيل وكذا سكان الإقليم بأسره، نظرًا لما يعرفونه من نتائج سيطرة هؤلاء الأعراب وبعدهم عن الروح السياسية وأصول الحكم وإدارته، ولم يكن ترحيب الملك الراحل/ عبد العزيز - رحمه الله بهذا النصر أقل من ترحيب الأهالي، فقد عرفهم وخبرهم عن دراية، ولذلك فقد رحبّ ترحيبًا حارًا برؤساء العوازم حينما قابلوه في الأبطح بمكة المكرمة وسلموه بيارق (١) المنهزمين.


(١) بيارقهم: راياتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>