يسع هذا إلَّا أن ينصاع لطلبهم فمنح الستوت عطوة حولية لا تنقطع أبدًا، وتمكن هؤلاء من الرجوع إلى منازلهم ولكن مشيخة الغوالي كانت حينئذ قد انتقلت إلى الزريعيين وظلت كذلك حتى الحرب العالمية.
إن حادثة القتل التي اقترفها الستوت والتي تقدم ذكرها كونت للستوت اسمًا لَمْ يكن لهم من قبل ولا سيما لعقيدهم صقر الذي يقولون عنه أنه أبلى بلاءً حسنًا في حروبهم مع التياها ضد الترابين، وأنه غزا الصعيد في مصر وانتصر على المعازة النازلين هناك بقيادة الشيخ "حسب الله المعازي" وغزا الأيدا والفقير (عنزة) من عربان مدائن صالح وانتصر عليهم. وبينما كان صيته في الحروب سببًا في إنعام الخديوي إسماعيل باشا (١) عليه كان هذا أيضًا الباعث على نقمة الأتراك وسخطهم .. فاستدرجه هؤلاء إليهم وأتوا به إلى القدس، حيث عاش منفيا وظل في القدس إلى أن مات.
ولما مات صقر قام مقامه ولده دهشان، وهذا أيضًا اشتهر بالفروسية في عدة مواقع، منها تلك التي جرت بين التياها والترابين على أثر مقتل الصوفي ومنها "موقعة رمضان" وهي التي وقعت بين الترابين والعزازمة.
ولما شعر دهشان بغضب الحكومة عليه من أجل هذه المواقع هجر منازله ونزل مع العشائر النازلة شرق الأردن واحتمى بـ (طرَّاد بن زبن) من مشايخ الصخور، ثم اشترك مع هؤلاء في حرب دامية دارت رحاها بينهم وبين خصومهم الروَّلة. فمالت بسببه دفة الحرب نحو الصخور بعد أن كانت ضدهم .. قلنا أن مشيخة الغوالي ظلت بيد الستوت إلى أن اندمى هؤلاء، ثم انتقلت بسبب الحوادث المتقدم ذكرها إلى الزريعيين، وظلت كذلك حتى الحرب العالمية وهناك من يقول أن قيادة الغوالي كانت دومًا بيد الزريعيين.
(١) أنعم عليه بخمسمائة فدان من أخصب الأراضي المصرية في مركز فاقوس من أعمال مديرية الشرقية، وقد كان لصقر ولد في مصر اسمه حماد مات فيها وبقي نسله حتى الآن في الشرقية.