للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلا يحتمل أن تكون سَعْدٌ الواردة في كلام عرام من كنانة، وهي سعْدٌ، هذه التي ذكرها الواقدي. وبخاصة أنَّ كنانة من قبائل تلك النواحي. وينبغي أن نتذكر أن عرامًا لم يزد على (سعد) وقد يرجِّح ذلك أنّ البكري، وكأنّه وقع تحت تأثير قول عرام قال: ( .. وأسفل من ذلك خَيْفُ ذِي القَبْر به نخل كثير، وموز، ورُمّان. وسُكانه بنو مسروح، وسعد هوازن، وسعد كِنانة) (١).

والاحتمال الثالث أن تكون سَعْدٌ سعدَ بن بكر بن هوازن، ويبقى بعد ذلك أنَّ هذا مما تَفَرَّد به عرّام، وعارضته أقوال تضافرت على أن قَرْنًا والبَوْبَاة هي ديار بني سعد.

وأعود الآن إلى الديار التي يقطنها أكثر بني سعد الآن جنوب الطائف، والتي لم أجد لسكناهم إياها ذكرًا قديمًا إلَّا ما جاء في ترجمة أبي ذر الهروي في "العقد الثمين" للفاسي - ونبّهني إليه مشكورًا الزميل الشريف محمد بن منصور - قال صاحب "العقد". (ثم سكن أبو ذر الهرويّ عند العرب، وتزوج عندهم بالسراة، سراة بني سياه، وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرا، وما حولها من بلاد بني سعد) (٢).

وبيَّن أن سياه - تحريف لم يفطن إليه محقق "العقد" - رحمه الله - وقد أعرب المقَّري إذ قال: (. . . واعلم أنَّ هراة المنسوب اليها الحافظ أبو ذَرّ ليست بهراة التي وراء النهر نظيرة بَلْخ، وإنما هي هراة بني شيمانة بالحجاز، وبها كان


(١) "معجم ما استعجم" ص ٧٨٧.
(٢) "العقد الثمين" ٥/ ٥٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>