للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمشى زَهْدم وأخوه حتى أتيا قيس بن زهير العبسي فقالا: أخذ مالك أسيرنا من أيدينا. فقال: ومَنْ أسيركما؟ قالا: حاجب بن زرارة.

فخرج قيس حتى وقف على بني عامر فقال: إن صاحبكم أخذ أسيرنا فقالوا: مَنْ صاحبنا؟ قال: مالك ذو الرُّقيبة أخذ حاجبًا من الزهدَمين ..

فجاءهم مالك فقال: لم آخذه منهما؛ ولكنه استأسر لي وتركهما؛ فلم يبرحوا حتى حكَّموا حاجبًا في ذلك - وهو في بيت ذي الرقيبة - فقالوا: منْ أَسَرَك يا حاجب؟ فقال: أما من ردني عن قَصدي ومنعني أن أنجو ورأى مني عَورة فتركها فالزهدمان (١)، وأما الذي استأسرتُ له فمالك؛ فحكموني في نفسي.

فقال له القوم: قد جعلنا إليك الحكم في نفسك، فقال: أما مالك فله ألفُ ناقة، وللزَّهْدَمين مائة.

وفي ذلك اليوم قالت دختنوس ترثي أباها لقيط بن زرارة:

بَكَرَ النَّعِيُّ بخير خِنْـ … ــدفَ كَهْلِها وشبابِها (٢)

وبخيرِها نسبًا إذا … عُدَّت إلى أنسابها (٣).

وأضَرِّها لعدوِّها … وأفكِّها لرقابها (٤)

وقريعها ونجيبها … في المطبقَاتِ ونابِها (٥)

ورئيسها عند الملـ … ــوك وزين يوم خِطابها

فَرْع عمود للعشيـ … ــرة رافعًا لنصَابها (٦)


(١) الزهدمان: زهدم وقيس، كما في اللسان.
(٢) بكر: أتى باكرًا. وخندف: أم مدركة بن إلياس، إليها تنسب قبائل من مُضَر، ومنها تميم.
(٣) رواية ابن الأثير: وأتمها نسبًا إذا رجعت إلى أنسابها.
(٤) أي أنه يحرر رقاب قومه من الأسر.
(٥) القرع: السيد، وأصله الغالب في المقارعة. والمطبقات: الشدائد، والسنون المجدبة، وناب القوم: سيدهم.
(٦) الفرع: الابن. والعمود: السند.

<<  <  ج: ص:  >  >>