وحسين الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي الشهيرة بالقدس التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (١).
٣٢ - حسين بن محمد بن موسى بن محمود بن محمد بن صالح الخالدي القدسي الحنفي، أبو عبد الله، الشيخ العالم الأديب، النجيب، المتفوق، الذكي، الكاتب.
ولد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم، واشتغل بالأخذ والتحصيل، وجلَّ انتفاعه على الشيخ أبي النون يونس بن محمد الغزالي الخليلي نزيل بيت المقدس، وكان سريع الكتابة والإنشاء، يعرف بالأدب واللغة، حَسَنُ الخط، ونَظَم الشعر وبرع به، ومن نظمه تعجيز وتصدير قصيدة كعب بن زهير المشهورة اللامية والتوسلات الإلهية.
وله من التآليف: البشائر النبوية، وغاية الوصول في مدح الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغير ذلك من النظم والنشر، وتعاني الشهادة والكتابة في مجلس القضاء بالقدس، وصار أحد العدول المنوه بهم والمشهورين بالمعرفة، وامتحن أيام نائب دمشق جواد الدين درويش بن عثمان الوزير، وسعي به أناس عنده، وأرادوا تكديره واعتقاله، ونسبوه إلى أفعال وأشياء قبيحة، فأرسل وجيء به من القدس إلى دمشق، وأمر بحبسه واعتقاله وتأديبه، فشفع فيه الشيخ محمد خليل بن علي المرادي وأخذه إلى داره، وبقي عنده أيامًا، وعاد إلى القدس مكرمًا مبجلًا وذلك سنة تسع وتسعين ومائة وألف، ولم تطل مدته ومات.
وكانت وفاته بالقدس في ختام شعبان سنة مائتين وألف. وقد أنشد الشيخ محمد خليل المرادي من لفظه قصيدة يمدحه فيها:
أخليل دين الله يا ابن عماده … ملجأ الأفاضل كهفها ببلاده
نسل الأماجد كابرًا من كابر … أقطاب غوث رحمة لعباده
(١) انظر: الروض البسام ص ١٧، ترجمة: خليل جواد الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.