عمَّار الرياشي ويكون آباؤه وأجداده الذين هم من نسل عمَّار قد عادوا للعيش في شمال الحجار وتكاثروا وكان منهم عطية القنَّاص الرياشي الذي سكن ظانا بجنوب الأردن وقدم مع أجداد السواركة في رحلتهم عبر غزة إلى شمال سيناء، كما من المحتمل أن تكون أسرة القنَّاص الرياشي قد مكثت في تبوك مدة كبيرة قبل نزوحها إلى ظانا بجنوب الأردن، وبالتالي تخالطت مع قبيلة بني عطية (المعازة) ودخلت فيها مما خلق الالتباس (١) لدى بعض الرواة من الرياشات وذكرهم أن الرياشات تنتمي إلى عرب بني عطية.
وإذا كنا أكثر تمحيصًا فتكون سلالة عطية القناص الرياشي هي من نسل سليمان بن عطية عز الدين أبو الريش الشريف الإدريسي من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وهذا هو التحليل الأقرب للصحة؛ لأن سلمان هو الابن الوحيد لعطية أبو الريش الذي غادر دمنهور بالبحيرة في القرن السادس للهجرة ومكث في صيدا (من المدن الساحلية في لبنان الآن) وظل في بلاد الشام منذ القرن السادس وبعد بدء الحروب الصليبية الطاحنة والتي دامت عشرات السنين نزحت بالطبع سلالة سلمان كغيرها من القبائل العربية نحو الداخل في بلاد الشام وقد استقرت في صحراء الأردن وشمال الحجار، وهذا لأن المدن والقرى في لبنان وفلسطين كانت بقربها إلى البحر الأبيض أو القدس هدفًا للهجمات الصليبية وبالتالي احتلالها فترات طويلة دهاقامة دويلات أو إمارات صليبية واضطهاد السكان العرب فيها مما دفع معظم السكان إلى النزوح عن مراكز سيطرة الحكام الصليبيين في تلك الأقاليم، وجهاد الناصر صلاح الدين الأيوبي يحفظه التاريخ العربي له وللدولة الأيوبية في تحرير هذه البلاد العربية بعد كفاح بطولي من جيوش مصر وسوريا ومن عاونها من بلاد العرب والمسلمين.
ونعود إلى سلالة سلمان الرياشي فهذه السلالة لا بد وأنها نزحت كما أسلفنا وبالتحديد كان منهم قسم في ظانا في جنوب الأردن وقد اختلف الزمان معها
(١) وهذا الالتباس يشبه قصة حويط مؤسس الحويطات الذي هو أقدم من عطية القناص الرياشي بما يزيد عن القرن والنصف القرن من الزمان، وقد لجأ حويط بعد مرضه أثناء سيره مع ذويه من أشراف المدينة المنورة إلى بني عطية (المعارة) في نواحي العقبة وقد أخطأ الرحالة الجزيري ونسب الحويطات إلى بني عطية نقلًا عن بعض الرواة في منتصف القرن العاشر الهجري (انظر التحليل التاريخي عن الحويطات) وهذا ما حدث بالفعل مع الرياشات الآن، وذكر البعض منهم أنهم من عرب عطية (المعازة).