للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزيز بن رشيد تضرب منهم، فتشاوروا وأجمعوا على الدفاع، لعلمهم أن ابن رشيد سيقتلهم، فقرنوا جيشهم وتركوا من ليس معه سلاح يطرد الإبل وهم يدافعون خلفه، ولا يطلقون النار إلا عن قرب فصارت كل رصاصة منهم تصيب، وابتدأت الغارة بينهم وبين رجال ابن رشيد على دفعات نظرًا لقلتهم، واحتقار رجال ابن رشيد لهم، ولذا فازوا، ثم لحقهم ابن رشيد بالمنقية، واحتموا بالفعل منه من الضحى إلى المغرب، وكانت معركة دامية انتصروا فيها، وبتلك المناسبة قال أكل واحد منهم قصيدة، فأولهم غنيم الحريبي العارضي قال:

يوم نط الرقيبة راس مشذوبه … قال هجوا وجانا الجبش زرفالي

قال أنا شفت شوف لا بليتوا به … شوف ريبة ومنه العقل يهتال

لحقت الخيل بالتومان، مركوبه … وانتووا جشينا مرخين الحبال

انتووا جيشنا والغوش عيوا به … احتموا جيشهم ماضين الأفعال

كل ما قلت عنا هودوا نوبه … الحقوا سربة تسعين خيال

وحولوا لابتي في كل مسلوبه … واقفت الخيل معها الدم شلال

من صلاة الضحى يا قابل التوبه … لين غابت وحنا هوش وقتال

يوم لحق الأمير ولحقت الشوبه … لا قرايا ولا مزين جالي

خليت سابقه بالحزم مصيوبه … راح مرجل وعوضناه الحبال

يحسب أنا نعود عند مندوبه … يوم يرسل علينا خيله ارسال

ما درى انا هرجنا اللي هرجتوا به … مارثة جدنا (١) فكاكة التالي

هجننا ما ركبها كل زاروبه … كود قرم عريب الجد والخالي


(١) لعله يقصد جدهم: خالد بن الوليد؛ لأن الشجاعة من الصفات التي تورث.

<<  <  ج: ص:  >  >>