للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٢٠ هـ، وقد ذكر لي أحد رؤساء الحميد وهو شيخ كبير طاعن في السن كان يقيم في قرية الخليفة في الزوير من توابع ملا ثاني ويدعى حميد بن كعيد أنهم جاءوا إلى الأحواز بعد وقعة بينهم وبين بني تميم كان النصر فيها حليف تميم فأجلت الحميد إلى الأراضي المعروفة اليوم بمنطقة ملَّا ثاني. وملاّ ثاني هذا هو رئيس عام الحميد، وجد بيت الرئاسة الحالي، ولهم نخوة خاصة هي (شمة) وشمة هذه امرأة فقيرة كانت من أهالي كاظمة فتزوجت رجلًا من قبيلة تُدعى الخرامزة وكانت منازل هؤلاء في أعالي الجراحي، وكانت الحميد من جناة الإبل ويكارون بها إلى نواحي الإقليم ومدنه، وصدفة كان عبور القافلة بالقرب من الدار التي كانت تقيم فيها تلك المرأة، وكانت تطرد من الدار بين ساعة وأخرى. وكان إخوة زوجها كثيرًا ما يؤذونها، ولما لم يكن حام لها في تلك الديار لم يكن لها كذلك أي قدر ومنزلة عند كبار القبيلة وصغارها إلى جانب زوجها المتعنت. وكانت المسكينة تذهب إلى الخارج باكية حزينة تشكوأمرها وحظها الرديء ثم تعود إلى دارها تجر أذيال الخيبة. وكانت أهالي القرى المجاورة تردد ظلم هؤلاء لهذه المسكينة. وكان رئيس قافلة الحميد قد سمع من قبل قصتها، وقبل وصول القافلة في ذلك اليوم كان عابر سبيل قد روى قصة هذه المرأة لقائد القافلة الشهم مما أثار عواطفه نحوها، لذلك وعند وصول القافلة كانت المسكينة جالسة على قارعة الطريق فترجل منها القائد أولا ثم لحق به خمسة من أبناء عمومته فسلموا عليها، وقالوا لها: أنت شمه قالت: نعم. وروت لهم ما يجري لها. قالوا لهاة اذهبي إلى باب دارك، وقفي هناك في الغد ولما نأتي تبصري فينا ثم اصرخي ونادي إخوتي، وهذا هو المطلوب منك. وفعلا صار الغد وفعلت شمه مثل ما أرادوا. وفزع أهل القرية ليروا إخوة شمه وقد شاهدوهم فرسانًا أقوياء عليهم آثار العز، ثم هرع لاستقبالهم رئيس القرية، ولكن إخوة شمه رفضوا الدعوة وأصروا على العودة نظرا لما لاقوه في أختهم، وبذلك علا شأن شمه يين قبيلة زوجها بعد ذلك الذل كله. أما الحميد فقد عرفوا بإخوة شمه، ومن أقوالهم في هذا الموضوع ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>