والحقيقة أنه خلال هذه الفترة وقعت أحداث كثيرة لراكان، منها ما جرى مع بني هاجر ومُطير وقحطان، حيث نقرأ لراكان مساجلته مع ابن هادي (شيخ فحطان عامة) التي قال فيها:
كزيت لك نور السلف والجهامة … باغيك ذخر في مقاديم الأيام
فلقد كانت سيطرة محمد بن هادي على براري نجد كبيرة قبل أن يزحزحه تركي بن حميد (١).
وكان راكان يفخر بمنصور الطويل، الفارس المشهور الدي قُتل عام ١٢٨٨ هـ الموافق ١٨٧١ م وقال فيه:
الترك قبلك زارنا به زعامه … قد عافنا واختار عنَّا هل الشام
مع بدايات عام ١٢٧٦ هـ الموافق ١٨٥٩ م، بدأت تسوء علاقته بعبد الله ابن الإمام فيصل، ابتداء باستهداء الحمراء "خيول العجمان".
وفي عام ١٢٧٦ هـ الموافق ١٨٥٩ م أغار العجمان على مواش خاصة للإمام فيصل، وأخذوها ثم رحلوا ونزلوا قرب الكويت، فأمر الإمام فيصل ابنه -عبد الله لاستعادة ما سلبوه، وفي موقع آخر من هذا الكتاب سوف نعود لذكر ما فعله عبد الله ابن الإمام فيصل عندما أدرك العجمان في منطقة الوفرة، ثم في الصبيحية وملح، وسنأتي على ذكر تفاصيل هذه المعارك في باب "معارك العجمان".
ويبدو أن الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين كان يتمتع بقدرة عظيمة على نظم الشعر الارتجالي، وأشعاره عموما فيها من القوة والجمال والعمق وبلاغة التعبير مما يجعل لها أبلغ التأثير في النفوس.
وعندما لجأ راكان إلى البحرين، بعد معركة الطبعة، قال هذه القصيدة يمدح فيها الأمير عبد الله الفيصل، والتي يقول في مطلعها:
(١) العجمان وزعيمهم راكان - ص ١٤٢ - مصدر سابق، وابن حميد شيخ شمل عُتيبة.