(٢) والظاهر أن انتهاه أمر القرامطة قد كان تدريجيا، ويرجح في العقد السابع من القرن الخامس الهجري بعد غزو عسير بنصف قرن. وكان أول من هزم جيوشهم في الشام العزيز بالله الفاطمي، ثم توالت عليهم الهزائم في عقر دارهم من الأصفر في بلاد البحرين، وكان ذلك ما بين عامي ٣٦٥ هـ و ٣٨٧ هـ. وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٩ ص ٥٨، ٥٩ أن الأصفر قد تمكن من القرامطة في بلاد البحرين (الإحساء والقطيف) في عهد العزيز الفاطمي الذي حكم مصر من سنة ٣٦٥ هـ إلى سنة ٣٨٦ هـ. قلت: وقول ابن الأثير هنا لا يعني أن القرامطة قد انتهوا تمامًا بل يعني أنهم هُزموا لأول مرة في عقر دارهم، بعد أن هُزموا في بلاد الشام على يد العزيز بالله، الذي نقل أشياعهم من سُليم وهلال إلى مصر في أواخر القرن الرابع للهجرة. وفي كتاب علي بن مقرب العيوني (ص ٤٥) أكد الدكتور علي بن عبد العزيز الخضيري أن أمر القرامطة لم ينته حتى حلول عام ٤٦٧ هـ في منطقة القطيف بشرق الجزيرة العربية، وكانت لهم قوة ظلت تهدد حكم العيونيين من عبد القيس لهذه المنطقة، وأوضح أن العيونيين قضوا على بقايا القرامطة بمساعدة الإمدادات التي أتتهم من الحجاز عام ٤٦٧ هـ. ومن نصوصه أن قال الخضيري: "إلى المهاجر خالد بن خالد بن الوليد ينتسب العمائر أحد فخوذ بني خالد الرئيسي في منطقة القطيف، فقد وفدوا على منطقة القطيف عام ٤٦٧ هـ ضمن الدعم الذي أرسل للعيونيين - ضد القرامطة - من الحجاز، وما أن وصلوا حتى انتشروا في المنطقة ورعوا في باديتها وتسلموا من العيونيين أمر خفارتها. (انتهى).=