وفي تاريخ ابن لعبون أيضًا ذكر بقاء حكم القرامطة حتى عام ٤٧٠ هـ في بلاد البحرين (الإحساء والقطيف) إذ قال. "ولم يزل ملكهم - أي القرامطة - حتى قام لحربهم عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم العيوني العبقيسي جد الأمراء العيونيين، فقام بأربعمائة رجل على القرامطة ومن معهم من الأزد واليمن وعامر بن صعصعة خفرة البحرين والقطيف فحاربهم سبع سنين حتى انتزع المُلك منهم ومن اليمن وعامر، واستأصل عامرًا وغنم أموالهم وذراريهم ولم ينج في رجالهم إلا رئيسهم أحمد بن مسعر وأبو فراس بن الشباش، وبعد ذلك من على الحريم والذراري وسيِّرهم إلى عُمان، وكان القرامطة يومئذ في ثمانين أميرًا، وكان ذكور خيل بني عامر ومن معهم من قيس عيلان تبلغ ألفًا وإناثها أكثر. وأضاف: وكان مُلك عبد الله بن علي للإحساء عام ٧٤٠ هـ. (انتهى). قلت: وهذه السنة هي التي قطع الله فيها دابر القرامطة وقد انتهى أمرهم، ولا يعني ذلك انتهاء نفوذ بني عامر بن صعصعة في شرق الجزيرة العربية الذين أصجوا سادة البادية بعد عام ٤٨٣ هـ كما أكده المؤرخون مثل ابن الأثير والشريف الإدريسي وابن خلدون، وهي القبائل التي لم تنزح مع بني هلال وهوازن إلى مصر وبلاد المغرب.