الدهناء على مشارف نجد وكانت ترتبط بعلاقات قوية مع مشايخ المنتفق تراوحت بين الولاء والخضوع حينًا، والتحالف حينًا آخر، والعداء في بعض الأحيان).
في ص ١٣٧ قال عن غزوة (حومان) لنتتبع الآن مراحل تلك الغزوة حسبما أوردتها الوثائق البريطانية، تبدأ تلك الوثائق بالحديث عن تحركات ابن سعود خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس ١٩١١ م ربيع الأول ١٣٢٩ هـ وترجَّح أنه سينضم إلى قوة كويتية بقيادة سلطان بن حمود الصباح، ولا تلبث أن تشير إلى أن ذلك تم فعلًا في الأسبوع الثالث من نفس الشهر، وتفترض أن يكون هدف الحملة سعدونًا أو قبيلة الظفير حيث كان الجميع مقيمين قرب (الحفر).
ملاحظة مهمة:
يتبادر إلى ذهن القارئ المطَّلع الذي قرأ تاريخ قبيلة الظفير سؤالًا: ما هو الطريق الذي سلكته قبيلة الظفير حينما أرادت الرحيل من نجد؟ وما هو الجواب عمن ذكر أنهم رحلوا عن طريق العلا لشرقي الأردن للعراق عن طريق الجوف؟
الجواب هو: أن قبيلة الظفير حينما أرادت الرحيل من نجد سلكت طريق الدهناء إلى (لينه) ثم نزلوا مشرقين إلى الحفر، بدليل أنه جرت عليهم وقعة في لينه وذلك عام ١٢١٩ هـ.
يقول ابن بشر في تاريخه ج ١ ص ٢٨٢ ما نصه:
في ذي القعدة سنة ١٢١٩ هـ سار سعود (١) بالجيوش العرمرمية الكثيرة والخيل الجياد الشهيرة من جميع نواحي نجد والجنوب وعُمان والإحساء وغير ذلك من البادي والحاضر قاصدًا الشمال وكان قد حدث من عربان الظفير حوادث من تضييع بعض فرائض الدين وإيواء المحدثين وتوهيلهم وإضافتهم. إلى أن قال: (وكان قبل ذلك قد حدث بين الظفير ومُطَيْر بعض القتال، فقتل من مُطَيْر رجل من رؤسائهم الدوشان وقتل من الظفير مصلط بن الشايوش بن عفنان، فأرسل إليهم سعود وهو في الدرعية فأصلح
(١) المقصود به الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود.