بينهم وكف بعضهم عن بعض وتوعد من اعتدى منهم على الآخر، فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز ببوادي الظفير وهم في (الدهناء على جهة لينه الماء المعروف) فأمرهم أن ينفروا معه غزاة، فنفر منهم شرذمة رئيسهم الشايوش بن عفنان فاستغل سعود غزوهم فانتهر الشايوش وغضب عليه فقال: إنهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مُطَيْر، وكان سعود قد شرب من لينه، وحال منها ويريد العراق، فحرف الجيوش إليهم، وشن عليهم الغارات وأمر فيهم بالقتل والنهب، وقتل من عامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة وأخذ جميع أموالهم من الإبل والغنم والسلاح والخيل والحلل والأمتاع والأزواد، ثم رحل سعود بجميع أموالهم ونزل إلى بلد الزلفي فأقام عليها يقسم الغنائم وكان مع الظفير إبلًا كثيرة وأغنامًا لأهل سدير وغيرهم).
قلت: وهذه الوقعة هي التي قال فيها نومان الحسيني قصيدته المشهورة:
يا سابقي ليلة قربنا (للينه) … يا واهج بالصدر لو عنه تدرين
إلى آخر قصيدته:
وكل المعارك التي ذكرها جميع المؤرخين للظفير بعد هذه المعركة في بلاد الظفير الحالية (الحفر - الحجرة - الحدود الشمالية الشرقية للبلاد السعودية).
أما الإجابة عمن ذكر أنهم رحلوا عن طريق العلا الشرقي الأردن للعراق عن طريق الجوف فنقول:
١ - إن هذا مستند إلى معركة جرت لهم مع بني صخر بالعلا عام ١٠٥٠ هـ كما ذكر ذلك (فردريك ج بيك) في كتابه (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) وكذلك ذكره الدكتور (علي شواخ الشعيبي) في كتابه (القشعم من كبريات القبائل العربية) حيث قالا: (عندما شرع بنو صخر بالزحف من الحجاز شمالًا اصطدموا وعرب الظفير الذين كانوا نازلين في الجزء الجنوبي من شرقي الأردن فأسفرت النتيجة عن انكسار الظفير وهربهم شمالًا، فتبعهم بنو صخر إلى أن لحقوا بهم في جهات الأزرق حيث اقتتل الطرفان قتالًا عنيفًا كانت نتيجته انكسار الظفير، وقتل شيخ