مشايخهم سلطان الصويط في موقع يقال له (شجرات المحيلان بجوار الأزرق من الجهة الغربية) ودفن هناك وقبره لا يزال باقيًا حتى يومنا هذا، ويوجد بالقرب من هذا الموقع غدير ماء يقال له غدير السلطان سمي بهذا الاسم نسبة إلى زعيم الظفير بعد أن قُتل فيه إلا أن فردريك ج بيك زاد قائلًا:(وقد تخلف من قبيلة الظفير في شرقي الأردن أخوان أحدهما جد قبيلة عدوان البلقاوية).
أقول (١): إن هذه المعركة وقعت في إحدى رحلاتهم إلى تلك الأمكنة لطلب الكلأ لإبلهم وأغنامهم ثم رجعوا بعد ذلك إلى نجد حيث وقعت لهم بعد ذلك وقعات في قلب نجد كما أسلفنا في القسم الثاني في ذكر بلاد الظفير القديمة.
ملاحظة ثانية مهمة:
هل بقيت قبيلة الظفير في أماكنها الحالية على مذهب أهل السنة والجماعة أم غير ذلك.
فأقول بفخر واعتزاز بل -ولله الحمد والمنة- بقيت على مذهب السلف الصالح في العقيدة، والتزمت مذهب الإمام مالك فقهًا يقول العلَّامة إبراهيم فصيح بن الحيدري البغدادي في كتابه (عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد) في الباب الرابع الذي عقده في بيان العشائر المشهورة في العراق (ومن أعظم عشائر العراق الظفير وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألف نفس فأكثر، ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفق بين نجد والبصرة) إلى أن قال: (وجميع ما ذكرناه من العشائر المذكورة فهم من أهل السنة والجماعة وأكثرهم على مذهب الإمام الشافعي، إلا عَنَزة وشمَّر والظفير فهم على مذهب الإمام مالك).
ولقد بقيت قبيلة الظفير بادية (تشدَّ وتنزل) حتى أقام الملك عبد العزيز -رحمه الله- الهجر والمواطن لكل قبيلة من البادية فأتى أمير قبيلة الظفير عجمي بن شهيل بن صويط بقبيلة الظفير في عام ١٣٤١ هـ واستوطن (حفر الباطن) ثم أعطاه الملك عبد العزيز هجرة شمال الحفر وأمر رجلًا من القضيم يقال له (الصفيري) بحفر آبار
(١) القول لمؤلف كتاب تنوير المسير عن تاريخ الظفير.