للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تلهف الدرعية له لدرجة مناشدة النجراني (العفو والسماح) ومع انفراده بهذه الرواية إلا أنه يوضح موقف الدرعية الحرج عسكريًّا مما اضطرها إلى السعي لتحييد النجراني وإبعاده عن دائرة صراعها مع خصومها الآخرين وعلى رأسهم عريعر الذي وصلت أنباء حملته إليها وما استتبع ذلك من إعلان معظم البلدان النجدية الانضمام إليه. انتهت وساطة ابن صويط في مجملها إلى ما يلي:

(أ) تطلق الدرعية أسرى معركة حدبا قذله من العجمان وتدفع بعض الالتزامات المالية.

(ب) في المقابل يطلق النجراني أسرى معركة الحاير من أتباع الدعوة وينهي حالة الحرب بينهما) (١) ثم تقع في عام ١١٨٤ هـ معركة بين (المحمرة) فرع من فروع فخذ الذرعان من الصمدة وبين الإمام عبد العزيز بن محمد معركة قُتل فيها رجال وسُلبت أموال (٢)، وبعدها بعام واحد تقع معركة بين الإمام عبد العزيز وبين آل ضويحي من الصويط شيوخ الظفير في غيانة الموضع المعروف بين حريملاء وبلد سدوس يقتل فيها من كلا الطرفين رجال (٣)، وفي سنة ١١٨٩ هـ يموت فيصل بن شهيل بن سلامة بن مرشد بن صويط، وقد عرف بالوفاء للجار كما سأتطرق ذلك لاحقًا في مآثر قبيلة الظفير، ثم يتولى مشيخة الظفير ابنه عقيل وهو مشهور أيضًا بالكرم والوفاء للجار وهو الذي قال فيه مهيد بن بريك الأسعدي:

عقيل الندى وابن الندى ماكر الندى … بأن الندى من يوم بان عقيل

عقيل الذي ما جابن البيض (٤) مثله … ولا ظنتي مثله يكون مثيل

عقيل سيفه تقل برَّاق مزنه … كم شال به جمهات من يعيل

عقيل تلم الخيل من خوف فعله … كما يلم الماء وادي المسيل

وسأبين قصة هذه الأبيات وتكملتها حينما أتكلم عن مشاهير الظفير وبعد ما تولى عقيل بن فيصل مشيخة الظفير نجد جديع بن هذَّال يستعين به على قتال مُطَيْر،


(١) بنو خالد وعلاقاتهم بنجد عبد الكريم الوهبي ص ٢٧١، ٢٧٢
(٢) ابن بشر ج ١ ص ١١٥ وابن غنام.
(٣) ابن بشر ج ١ ص ١١٦ وابن غنام.
(٤) يعني النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>