للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنام في تاريخه (رئيسهم فوزان الدبيجة) وقد ترأس فيهم بعد فوزان ابنه محمد الذي رحل بآل عسكر من نجد مصاحبًا لقبيلة الظفير حتى استقروا في الشمال الشرقي من المملكة على حدود العراق، وكان محمد بن زيدان هذا رجلًا فارسًا وداهية، وكان آل عسكر في وقته بشهادة جميع أفخاذ الظفير وشيوخ الظفير أكثر أفخاذ الظفير عددًا وقوة وكانوا يعرفون عند الظفير (المصاليخ) حيث كان إذا جاء الغزو ركبوا الخيول متصلخين ليس عليهم إلَّا السراويل فقط والدروع، ولقد أخبرني (١) الشيخ معجون أبا ذراع شيخ كافة الصمدة والشيخ سفاح بن حلَّاف شيخ السعيد والشيخ عبد الله العصلب شيخ العريف ناقلين عن آبائهم وأجدادهم بأنهم أدركوا آل عسكر كثيري العدد حتى إذا نزلوا مع وادٍ لا يشاركهم فيه أحد من كثرتهم) حتى أنهكتهم الحروب فقلُّوا وفي وقت محمد ابن زيدان عمِلَ حلفًا مع أبناء عمه - العريف العلجانات - ضد ابن صويط الذي طلب منهم في ذلك الوقت فرسًا كانت ثمينة عند صاحبها فلجأ إلى ابن زيدان الذي بدوره كوَّن هذا الحلف فأصبحت هذه الأفخاذ (العسكر - العريف - العلجانات) تسمي الحلف بقى آل عسكر في الشمال على قوتهم، وكان لدى أحد فرسانهم وهو (الفريد) فرسًا أصيلًا تسمى (متعبه) يتمناها كثير من شيوخ القبائل خاصةً (ابن عمود) من شيوخ قبيلة شمَّر، وفي ليلة من الليالي ويوم أن كانت القبائل يغزو بعضها على بعض غزا قحيصان أحد مشاهير آل عسكر ومعه ركب ليس بكثير على مضارب الشيخ ابن عمود يريدون الغنائم فلم يحالفهم الحظ، فأسر قحيصان عقيد الغزو عند ابن عمود فطالب أصحابه من ابن عمود فكَّه فرفض وقال إلَّا أن تأتوا بفرس الفريد المشهورة (متعبه) فبلغ ذلك ابن صويط، فعزم على شن الغارة على ابن عمود وجماعته حتى يطلقوا ذلك الفارس الشهير قحيصان، وفي ليلة الغزو قال ابن عمود لقحيصان تمنى، قال هل تعطيني عهدًا أنك لا تقتلني قال: نعم قال قحيصان: أتمنى والعبد يُعطي أمنيته أن لا تطلع الشمس حتى تسمع بتدويه (عبدان) (٢) عند الإبل قال ابن عمود: إذ أغم رأسك وأركبك على فرسي الفلانة وانهزم يعني أهرب بك قال: قحيصان إذن يأتي المحمدان -


(١) الكلام لمؤلف كتاب تنوير المسير عن تاريخ الظفير.
(٢) عبدان علامة للظفير يجتمعون عندها عند إرادة الغزو وعبدان هذا بعيرًا كان شهيرًا عندهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>