للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى أن قبيلته معتادة الغزو والنهب، ولا يمكن تعيين أي السبيين قد دعا لقيامه على الحكومة مُرّة أخرى زمن الوالي نجيب باشا (١).

ويقال في هذه المرة: لَمْ تعلن الحكومة مطاردته وإنما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت إليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد، فلما وصل إلى هور عقرقوف وقارب بغداد سلَّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدرا وعلى غفلة منه.

وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك، مات أبوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وأنه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان أولًا باشبوغ في أيام الهايتة، وأنه عين إلى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وأن ختمه كان (بنده صمد السيد محمد)، توفي صوالي سنة ١٣٠٦ هـ - ١٨٨٩ م ودفن في الشيخ معروف، وأولاده أحمد توفي صغيرا، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة ١٢٩٨ هـ - ١٨٨١ م تقريبًا ولا يزال حيا، ومنه علمت بعض الإيضاح عن والده بالوجه المذكور.

وكأن محمد بك شابا حين الوقيعة ومن ثم سمى ب (كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شابا.

وكأن الشيخ صفوق قد قضى أكثر أيامه بالحروب فهو متمرن عليها، لا يستريح بدونها، وقصصه أشبه بقصص الأبطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمَّر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته.

واليوم بيت الرئاسة العامة على شمَّر في (آل صفوق).

قيل: كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة ١٨٤٠ - ١٨٤١ م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر؛ لأنَّ وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ .. كما رأيت .. ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزَّاق وفارس (والد مشعل باشا).


(١) مختصر عثمان بن سند - مخطوطة الآلوسي على الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>