للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن رثاه ردهان بن عنكهـ قال:

ونيت وأنا من غفيله … ونة عجوز وكفت بالمتاريس

لك، ولدها غادي مع حليله … وعكب الطرب بدلت بالهداريس

واويل كيل صفوك واطول ويله … ويل بموس بسرة الكلب تمويس

من غبت عنا يا ابن اخي سبيله … غاب السعد عن نزلنا والنواميس

وتجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعه … وصرنا مثل فرج المواعز بلاتيس

أننت وأنا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فأبدلوا الطرب بالهلاك، ويلي على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فأجد سرة قلبي تتقطع تقطيعا حزنا عليه، وألما لمصابه .. ولما غبت عنا يا ابن أخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد وترتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا.

ولم نتمكن من إيراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته، فإن ذلك يحتاج إلى سعة زائدة وإلى طول إقامة في البادية، وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه أنه خلد صيتا مقرونا بالكرم والشجاعة والعز، وأعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب أخبارهم.

١٧ - فرحان باشا

هذا ابن صفوق، وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة، ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة، وأن الحكومة العثمانية أنعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع أبيه صفوق مبعدا إلى الآستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو أنه صاحب بخت (حظ)، ويدعو البدو دائما ببخته فيقال: (يا بخت فرحان).

وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد، وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة.

نعم إنه سالم الحكومة؛ ولذا راعت جانبه ورضيت عنه، وكان يساعد الحكومة إذا كان قريبًا منها أو أخوه عبد الكريم إذا كان الحادث قريبًا من ارفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>