للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امتداد ضلعه الوهمي الممتد من مسكنه إلى كاظمة تقع (عين التمر والحيرة والقادسية والسماوة وصفوان) وهذه تمثل بادية العراق وضلعه الثاني الممتد من مسكنه إلى العقبة يقع على جبل العرب (الدروز) وجبل الشراة وهو يمثل بادية الشام وفي امتداد قاعدته جنوبًا يقع وادي الباطن والقصيم وجبلي (طيئ وصحراء النفوذ الكبرى).

وتواجد هذه القبائل في تلك الأصقاع قائم على الرعي فهم يقيمون مضاربهم في الشتاء والربيع في البادية وأطرافها، وفي الصيف يتواجدون حول ضفاف الأنهار لتوفر بقايا المزروعات والهشيم من النباتات التي يستفيدون منها أعلافا لمواشيهم. ومن المعروف تاريخيا أنه نظرا لاتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد الخلافة العباسية ودخول الأمم غير العربية فيها كالفُرس وظهور التيارات الفكرية والدينية فإن الدولة انشغلت بمكافحة شتى السلبيات التي ظهرت كالدعوات والفرق الباطنية (قرامطة) واستئثار الأجناس غير العربية في السلطة والنفوذ، الأمر الذي جعل القبائل العربية في وضع غير مستقر حيث كانت تلتمس قيام أي إمارة عربية لتوآزرها وهذا ما ترجمه انضمام قبائل عُقيل وكلاب وطيئ ونُمير وكلب إلى إمارة الحمدانيين من بني تَغْلِب بن وائل التي قامت في الموصل وحلب ما بين ٣١٧ هـ حتى ٣٩٤ هـ وقد وصفهم ابن خلدون بأنهم (كانوا رعايا البني حمدان يؤدون لهم الإتاوات وينفرون معهم في الحروب) (١)، وقد كان ضعف الدولة المركزية في بغداد وتسلط الطامعين من أصحاب العقائد كالقرامطة والفاطميين وأصحاب المطامع من ذوي الانتماءات العرقية الأخرى سببا في قيام بعض الإمارات العربية التي صار لها هيبة وسطوة ونفوذ كإمارة الحمدانيين آنفة الذكر وإمارة بني عُقيل الفراتية الذين بسطوا نفوذهم على الكوفة وتغلبوا على الموصل، وقبيلة طيئ تغلبت على مناطق ذات أهمية في بلاد الشام وأسسوا إمارة طيئ الأولى (إمارة آل جراح) في الرملة بأرض فلسطين تلك الإمارة التي ظلت


(١) ابن خلدون - العبر ج ٤ - ص ٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>