٢ - سُهيل: كان يرمز إلى النجم اللامع في السماء، وبعضهم يرى أنهم تعبدوا للنجم مباشرة.
٣ - رضي: يذكر ابن الكلبي أنه كان لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة من تميم، فهدمه المستوغر، وهو: عمرو بن ربيعة بن كعب، هدمه في الإسلام وقال وهو يكسره:
ولقد شددتُ على رِضاء شدةً … فتركتها ثلا تُنازِعُ أسحَمَا
٤ - اليعبوب: وهم صنم لجديلة بن طيئ، وكان لهم صنم أخذته منهم قبيلة بني أسد، وقيل تركوه في ساحة القتال، وقد ورد ذكره في شعر لعبيد بن الأبرص:
فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم … صنما فقرُّوا ياجديل وأعذبوا
٥ - ساجر: وكان صنما للأزد ومن جاورهم من طيئ وقضاعة.
أما عن انتشار النصرانية فيها فقد انتشرت فيهم فعلا بسبب قرب القبيلة من الحيرة والشام، واحتكاك أفرادها بالغساسنة والمناذرة في أسفارهم وتجارتهم، أو بفعل القساوسة والرهبان الذين كانوا يردون أسواق العرب ويعظون ويذكرون البعث والحساب والجنة والنار، وهذا لا يعني في رأينا بأن القبيلة كلها قد اعتنقت النصرانية، بل بقيت فيها الأصنام قائمة والوثنية موجودة حتى جاء الإسلام، وعمَّ بنوره وهداه الجزيرة العربية كلها.
وأن هذه الديانة كانت هشة وسطحية وهامشية في حياتهم، فهي لم تترك لها أي أثر في أدبهم وشعرهم ولا في عقليتهم وحروبهم، بالإضاقة إلى أنها لم تحرك فيهم أي جدل كلامي في طبيعة المسيح أو الاعتقاد بألوهيته كما أنها كانت مجهولة الشيعة أو المذهب.
ظهر نور الإسلام في مكة المكرمة، وأخذ يعم بضيائه قلوب المسلمين الأوائل، وأمضى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عاما من تحمل الأذى ومكابدة المشاق في عرض الإسلام على القبائل في المواسم، وكان قومه قريش حجر عثرة وقدوة كفر وعناد لجميع العرب، ثم جعل الله لرسوله وللمسلمين معه فرجا ومخرجا، فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الثانية، وفي دار الهجرة أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبني معالم الدولة المسلمة بعد أن أصبح للمسلمين أرض ووطن،