للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأغزرهم مدا واشهرهم علي … واكبرهم قدرا أشح الطوائح

فأودع في بطن الثرى منه باسلٍ … عزيز لديه مشرفي وسابح

فما أغمض العينين يوما على قذى … ولارام إلا ماتروم الصفائح

فتىً كان خواضا لكل كتيبة … إذا لم يخض إلا الهزبر الصمادح

أتيح له سهم فأسكنه الثرى … منها كل قطر فيه ناع ونائح

فكادت به سلمى تُهد وأوحشت … مراشع في اكنافها ومسارح

أمطلق ماللبدو بعدك بهجة … منها هو من فرط الكآبة كالح

وها هو لاقطر يراد ولاخبا … يُشاد، ولا خال من الجود سافح

ولا يشيد من فوق الهضاب قبابه … ولا شم ارواح الندى منه رائح

لإن مت قال الجود: ها أنا ميت … بموت امرئ يبكيه غاد ورائح

فما اسرجت لولاك خيل لغارة … ولا عشق الاشعار لولاك مادح

ولاتبع الاظعان مثلك سيدا … نمته إلى العليا الكرام الجحاجح

وما سر عيش بعد فقدك واحدا … تأسفه لولا نداك الحوائج

فلا قلب إلا فيك مشتعل أسى … ولا طرف إلا فيه جار وسافح

نماك إلى الغر الاكارم طيئ … ضحوك المحيا هامر الكف مانح

غيور على الجارات لا متطلع … عليها ولا للسر منهن فاضح

فمنكم وفي أوصافكم يرتجى الندى ال … هميم ويستحلى الرثا والمدايح

إذا ما أجرتم بالسيوف مطردا … تجنبه مما تخاف الجوارح

وأصبح في ظل من الامن وارف … يراعيه سياف ورام ورامح

كأنكم للمثفين غمائم … تظل وهن الغاديات الروائح

فما زالت الاعراب ترجو لحوقكم … وما كرياح في النسيم المراوح

وأين من الهامات في الفضل أرجل … وأين من الأدلى الغيوم الدوائح

فلولاكم لم يطرب البدو والفلا … ولا طربت للغزو كمت قوارح

تسقى جدثا أصبحت فيه من الرضا … سحاب ملت مرجحن ودالح

ولا زال منكم من يؤم فناؤه … ويغشاه في الجلَى طريد وماح

<<  <  ج: ص:  >  >>