لأغزرهم مدا واشهرهم علي … واكبرهم قدرا أشح الطوائح
فأودع في بطن الثرى منه باسلٍ … عزيز لديه مشرفي وسابح
فما أغمض العينين يوما على قذى … ولارام إلا ماتروم الصفائح
فتىً كان خواضا لكل كتيبة … إذا لم يخض إلا الهزبر الصمادح
أتيح له سهم فأسكنه الثرى … منها كل قطر فيه ناع ونائح
فكادت به سلمى تُهد وأوحشت … مراشع في اكنافها ومسارح
أمطلق ماللبدو بعدك بهجة … منها هو من فرط الكآبة كالح
وها هو لاقطر يراد ولاخبا … يُشاد، ولا خال من الجود سافح
ولا يشيد من فوق الهضاب قبابه … ولا شم ارواح الندى منه رائح
لإن مت قال الجود: ها أنا ميت … بموت امرئ يبكيه غاد ورائح
فما اسرجت لولاك خيل لغارة … ولا عشق الاشعار لولاك مادح
ولاتبع الاظعان مثلك سيدا … نمته إلى العليا الكرام الجحاجح
وما سر عيش بعد فقدك واحدا … تأسفه لولا نداك الحوائج
فلا قلب إلا فيك مشتعل أسى … ولا طرف إلا فيه جار وسافح
نماك إلى الغر الاكارم طيئ … ضحوك المحيا هامر الكف مانح
غيور على الجارات لا متطلع … عليها ولا للسر منهن فاضح
فمنكم وفي أوصافكم يرتجى الندى ال … هميم ويستحلى الرثا والمدايح
إذا ما أجرتم بالسيوف مطردا … تجنبه مما تخاف الجوارح
وأصبح في ظل من الامن وارف … يراعيه سياف ورام ورامح
كأنكم للمثفين غمائم … تظل وهن الغاديات الروائح
فما زالت الاعراب ترجو لحوقكم … وما كرياح في النسيم المراوح
وأين من الهامات في الفضل أرجل … وأين من الأدلى الغيوم الدوائح
فلولاكم لم يطرب البدو والفلا … ولا طربت للغزو كمت قوارح
تسقى جدثا أصبحت فيه من الرضا … سحاب ملت مرجحن ودالح
ولا زال منكم من يؤم فناؤه … ويغشاه في الجلَى طريد وماح