للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبيض منهم شمري بكيته … نماه إلى الأصل الأصيل سموح

واروع أماجده فهو حاتم … وسعد وأما مده فسفوح

كأن الندى الطبيعي قارن روحه … لدن قر في الفلك المكرم نوح

فياجودهم إن تبكيهم تبك سادة … بنشرهم برد الفخار يفوح

وتبك الألى كانت بذوب نجيعهم … تداوي قروح أعضلت وجروح

فوارس وصالين بالخطو بيضهم … وللأسد من ملع السيوف دنوح

بكيت وواصلت البكاء صميدعا … به كنت أرباب الشقاق أكوح

بنيّة والقرم الذي لم يزل به … تخب لدأماء الحروب مروح

مكرُّ دماءَ الدراعين كأنها … غبوق له في كرة وصبوح

فقدت به البدر الذي غاض مذ قضى … يُحور لها من راحتيه سفوح

فنحت وأسرابُ الدموع كأنها … سحاب، ومفجوع الكرام ينوح

وما أنا بالقاضي له بعض وده … وأن دمت - ما ناح الحمام - أنوح

أرأيت أبلغ من هذه الصورة الجلية والمكارم السنية التي تمتع بها زعماء الجربا مطلق وبنيه وكذلك صفوق الجربا، لقد أعطاهم ابن سند حقيقة أصولهم وانتمائهم فهم في قبيلة طيئ حصرا وبطنا، والذي أصبح فيما بعد قبيلة ضاربة لها أمجادها وبطولاتها وكرمها ونبل محتدها، ونتابع مع ابن سند الذي عاصر مطلقا وبنيه وصفوقا مع هؤلاء الرجال الذي وقف على مناهل كرمهم وشجاعتهم فشرب حتى ارتوى من ظمئه وأتحفنا بهذه القصائد الغر والتي تهزنا طربا ونشوة لأن:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم … وتأتي على قدر الكرام المكارم

وكان للشيخ صفوق الجربا نصيب كبير في شعر ابن سند، وهذه القصيدة لابن سند في مدح شمر ورواسيها من الجربا (صفوق) (١) الذي قتل عام ١٨٤٠ م.


(١) صفوق الجربا: هو الابن الأكبر للشيخ فارس الجربا، وكان شجاعا وفارسا وحكيما، بلغ من قوته أن أطلق عليه الأتراك لقب "سلطان البر" إلا أن سطوته قد حسبوا لها حسابا كبيرا، فتآمروا عليه وقتلوه في أحداث لا مجال لذكرها عام ١٨٣٥ م. وفي عقبه تركزت مشيخة شمَّر في: عبد الكريم وفارس وفرحان وعبد الرزاق وعبد الرحمن ومعجون.

<<  <  ج: ص:  >  >>