هم الأكارم فاسأل عنهمُ فهمُ … من يسألون إذا ما اشتدت الإزمُ
من حل ساحتهم ضيفا رأى بهم … أسدا إذا صدموا سحْبا إذا كرموا
ما ضام جارهم دهر ولا خذلوا … مولى، ولا وخموا طبعا ولا وجموا
ما شام نار قرى سارٍ فيمّمتها … إلا ورافُعها حتى تُشامُ همُ
لو رام ضيفهم أرواحهم سمحوا … فليتق الله في الارواح ضيفهم
ما ساد سائدهم إلا بمصْلته … خضابُها علق ممن بغى ودم
وحقهم ما أضاءت نارُ عاديةٍ … إلّا وموقدها أسيافهم بهم
ما فاخر العرب الافاق ناشئهم … بكل فضل به فاقت كهولهم
مولوعون بما آباؤهم ألفوا … قبل الفطام الندى يهوى وليدهم
كأنهم لقرى الاضياف قد خلقوا … وللطعان لأسد الغاب تصطدم
مُخدمون ولكن في مجالسهم … لكل ضيف بتعجيل القرَى خدم
لولاهم مازهى بدوّ ورابية … وزهى أجا والنّيرُ والعلم
ولا ظعائنُ في البيداء عودها … طعنَ الفوارسي عنها صيرم رزم
إذا انتمى فإلى الاجواد من ثعل … والباذلين إذا ماضن غيرهم
والحاملين من الخطي أطوله … كلي يعلم الأسد أن الرامحين هم
والنازلين بنجد كل رابية … عنها تقاصرت الحزانُ والألم
لم يركبوا العير في بدو ولا حضر … لكن شياظمَ، منها الكمث والدَّهم
شم أباة فما أدوا إلى ملك … إتاوةً أو عرا جاراتهم ظُلم
لا يشتكي جارهم منهم سوى كرم … لو بث في الأرض لم يوجد بها لؤم
هم ينحرون من الكوح البهارز ما … لو كان في إرم مامسها قرم
لو كان في الناس منهم واحدا وعدوا … من الكريم؟ لأوما نحوه الكرم
لم أدر مطلقهم أندى واكرم أمْ … أبوه أُم فارس أم ذا ضفوقهم
لكن سألت الندى عنهم فقال: ألآ … كل كريم وأسخاهُم أخبرهم
يكاد من كرم الأخلاق يبذل ما … في الارض وهو يرى أن الندى وجم
أعطى صبيا ففاق الجود من هرم … وهل يضارع شبا نائلا هْرم
سل من فواضله أعداءه فهم … من عد ما أثبتوا من نزرها سئموا
يا شمريا رأينا من مواهبه … ما ليس يحصره طرسُ ولا قلم
إني مدحت لسمعي عنك ما قصرت … عن أن تجاريه في سحّه الديم