للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم الأكارم فاسأل عنهمُ فهمُ … من يسألون إذا ما اشتدت الإزمُ

من حل ساحتهم ضيفا رأى بهم … أسدا إذا صدموا سحْبا إذا كرموا

ما ضام جارهم دهر ولا خذلوا … مولى، ولا وخموا طبعا ولا وجموا

ما شام نار قرى سارٍ فيمّمتها … إلا ورافُعها حتى تُشامُ همُ

لو رام ضيفهم أرواحهم سمحوا … فليتق الله في الارواح ضيفهم

ما ساد سائدهم إلا بمصْلته … خضابُها علق ممن بغى ودم

وحقهم ما أضاءت نارُ عاديةٍ … إلّا وموقدها أسيافهم بهم

ما فاخر العرب الافاق ناشئهم … بكل فضل به فاقت كهولهم

مولوعون بما آباؤهم ألفوا … قبل الفطام الندى يهوى وليدهم

كأنهم لقرى الاضياف قد خلقوا … وللطعان لأسد الغاب تصطدم

مُخدمون ولكن في مجالسهم … لكل ضيف بتعجيل القرَى خدم

لولاهم مازهى بدوّ ورابية … وزهى أجا والنّيرُ والعلم

ولا ظعائنُ في البيداء عودها … طعنَ الفوارسي عنها صيرم رزم

إذا انتمى فإلى الاجواد من ثعل … والباذلين إذا ماضن غيرهم

والحاملين من الخطي أطوله … كلي يعلم الأسد أن الرامحين هم

والنازلين بنجد كل رابية … عنها تقاصرت الحزانُ والألم

لم يركبوا العير في بدو ولا حضر … لكن شياظمَ، منها الكمث والدَّهم

شم أباة فما أدوا إلى ملك … إتاوةً أو عرا جاراتهم ظُلم

لا يشتكي جارهم منهم سوى كرم … لو بث في الأرض لم يوجد بها لؤم

هم ينحرون من الكوح البهارز ما … لو كان في إرم مامسها قرم

لو كان في الناس منهم واحدا وعدوا … من الكريم؟ لأوما نحوه الكرم

لم أدر مطلقهم أندى واكرم أمْ … أبوه أُم فارس أم ذا ضفوقهم

لكن سألت الندى عنهم فقال: ألآ … كل كريم وأسخاهُم أخبرهم

يكاد من كرم الأخلاق يبذل ما … في الارض وهو يرى أن الندى وجم

أعطى صبيا ففاق الجود من هرم … وهل يضارع شبا نائلا هْرم

سل من فواضله أعداءه فهم … من عد ما أثبتوا من نزرها سئموا

يا شمريا رأينا من مواهبه … ما ليس يحصره طرسُ ولا قلم

إني مدحت لسمعي عنك ما قصرت … عن أن تجاريه في سحّه الديم

<<  <  ج: ص:  >  >>