لقد كان السراح يراقبون الموقف عن كثب، ونراهم قد شمتوا بفشل عميد العلي وجيشه، وقد لاموا أهل سكاكا على عدم قضائهم عن عبيد قضاء تاما، ولو كانوا هم المعنيون بذلك لأذاقوا عبيدا مر الهوان .. لقد أوصل أعوان عبيد الرشيد هذا الكلام إليه منقولا عن سراح وخليف ابني حطاب زعيم السراح، وكذلك غالب بن سراح الذي كان شديد العداء لعبيد بن الرشيد، ولما علم عبيد هذا الموقف من السراح غضب وقام بإرسال هذه القصيدة لهم مهددا ومتوعدا:
يا الله يا اللي للجزيلات وهَّاب … تعطي ولا جزل العَطا منك ممنُون
يا غافر الزّلات يا رب الارباب … يا ناصرا موسى على قوم فرعون
تفتح لنا من باب نصرك لنا باب … واصحاب بعدر وان فتحته يحضُرون
آمين ياقاضي الحوايج والانواب … ياوامر ما مرك على الكاف والنُون
يا راكب اللي لامشى يُوثب اوثاب … لاشفت زوله يختفق تقل مجنُون
عقب أربع يلفي عزيزين الاقراب … اللي على الديره قديمٍ يحامُون
قل لولاك ماكَزّيت خطٍ ونجَّاب … لا بد مانمشي وناصل على الهُون
إن كان تشكي لي خليفٍ وحطَّاب … فالله خير بعهود ناسٍ يبوقُون
وان كان تنخانى على اعُوج الاطناب … فلا ترى سيفي على الضد مسنُون
حنا لذولا مجهدين بالاطلاب … نثنا مراسيل من الهند يلفُون
إن سهَّلْ الباري وجينًا بالاطواب … السعر ما ينقص على اللي تعرفُون
آتيك بجموعٍ يعايون الآداب … وياويل من باشناق نزله يحلُّون
ضياغمٍ ترخص حلاله والأرقاب … ودون الرفيق بما لهم مايدارون
اللي رمى برصاص نرميه باطواب … عقب الهدير أن ساعف الله ترغوُن
هذه القصيدة قالها عبيد الرشيد ردا على رسالة وصلت إليه من دومة الجندل تستنهضه على حرب خليف وحطاب بن سراح هناك.
وصلت قصيدة عبيد إلى السراح فجاوبه حطاب بن سراح على قصيدته بهذه القصيدة: