للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جِتنا يا عبيد نفتح لك الباب … حنا نقيف وفن ربعك يخشُّون

الجُوف تلقى به خليفٍ وحَطَّاب … ماهم فريف حْرُوب عنكم يهجُّون

والله لو جمّعت جندك والاطواب … ذي ديرة السراح دوُنه يعييُّون

اللي دفس بربُوعكم جر الأسباب … اللي له الدفَّات ياعبيد تكسُون

ياعبيد ماقصدك زكاةٍ ونُوَّاب … كلام فاضي مار عبيد تكمُون

ياعبيد يوم أنك رفيق لحطَّاب … والدبس عند حسين (١) يغرف بما عون

ولما وصل جواب حطاب إلى عبيد سارع إلى تجهيز حملة قوية بمدافع تجرها الجمال متوجها إلى حيث السراح في دومة الجندل، وقال هذه الأبيات مشيرا إلى خط مسيره ووجهته:

عن قفار لحايل نشرنا … معتلين ظهور النجايب

مع مضيق الشعيب انحدرنا … يقل سيلٍ تّحده هبايب

كم صبي لعمره قصرنا … مسْكنه ما بين عُوج النصايب

عند خَذْمه مباني خبرنا … طايبٍ واللَّا على غير طايب

وخذمه هذه موقع شرق دومة الجندل، حيث عسكر فيها عبيد وحاصر دومة الجندل مدة ستة شهور متوالية ولم يستطع دخولها نظرا لمنعتها واستعداد أهلها للدفاع عنها، وكان للشيخ حطاب ولد اسمه "غالب" وغالبُ هذه كان على درجة عالية من الشجاعة والفهم وقوة الشكيمة وحسن التدبير وكان يكره عبيدا كرها شديدا، فقام بصنع مدفع من الخشب وقام بحشوه بالبارود والملح وبدأ بضرب معسكر عبيد بعدة ضربات وكان لوقعه أثر كبير في دب الهلع والخوف في نفوس عسكره، عندئذ أمر عبيد مستشاريه للاجتماع والتداول في أمر هذا الوقع وطلب منهم المشورة، مبينا لهم بأن السراح متحالفون مع دولة


(١) حين هذا: هو أحد الرجال المخلصين لعبيد الرشيد والذي يقول فيه عبد الله الرشيد قصيدته عندما التزم حسين بإيصال نسائهم عند خروجهم من حائل إلى جُبّة:
طش النَعُول لمغزل العين يا حسين … واقطع له من ردن ثوبك ليسانه
جنَب حشات القاع واتبع به اللين … واقصر اخطاك شوين وامشي امشيانه
يا حسين والله مالها سبت رجلين … يا شين شيّب بالضمير اهكعسانه
لو لنطاله يا حسين ترْ ما بها شين … ترى الخوي يا حسين مثل الأمانه
يا حسين ما يشتكي غير الرديين … وال ترى الطيب فضي ابطانه

<<  <  ج: ص:  >  >>