للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجنبية، وأن هذه المدافع هي مدافع دولة فما الرأي؟ أشاروا عليه بأن المدة التي قضيناها هي مدة طويلة وأن أهل دومة الجندل لديهم من المؤن ما يكفيهم، أما نحن فنأكل من لحم إبلنا التي ينقص عددها يوما بعد يوم؛ إذن لا بد من اللجوء إلى طريقة نضمن فيها سلامتنا .. عندئذ لجأ عبيد إلى الحيلة وأرسل مرسالا من قبله إلى خطاب يطلب منه مواجهته والاتفاق معه على التفاوض الذي يتضمن عهدا من الله أن لا تكون فيه خيانة ولا نقض، ولقد لبى حطاب هذه الدعوة بناء على نية عبيد وتقابلا حيث قال له عبيد: "إِننا لا نريد الجوف طمعا ولا مصلحة لنا فيه إلا أن نريد زكاة بادية الشمال عن طريق الجوف، وأنتم منا ونحن منكم؛ لذا فمن الواجب أن نقيم فييما بيننا حلفا:

- أنتم حكام الجوف في الشمال.

- ئحن حكام حائل في الجنوب.

- ونحن نمدكم بالرجال والمال (١).

- وافق حطاب على ما قدمه إليه عبيد ورعاه إلى طعام الغداء في قصره، وعندما علم غالب ابنه بالأمر استشاط غضبا، وقال معاتبا أباه مبينا له سوء ما اتفق عليه مع عبيد وأن عبيدا ما جاء ليفاوض بل جاء متحديا ومقاتلا إلا أن أباه قد رفض كلام ابنه وبين له بأن عبيدا قد أعطاه عهدا بالله ورسوله على ما اتفقا عليه، وأن عبيدا قارم إلى القصر حسب الدعوة الموجهة إليه.

وما أن وصل عبيد ورجاله إلى أمام القصر حتى صعد غالب ومعه بندقيته إلى "السقيفة" وهي الطابق العلوي للقصر بقصد قتل عبيد، فعلم أبوه بذلك برقام بمنعه من تنفيذ ما نوى عليه، خوفا من العار والخيانة بحق الضيف عندئذ قرر غالب عدم المشاركة في استقبال عبيد، فلما دخل عبيد ورجاله ردهات القصر وجدوا الطعام وقد أعد لهم من قبل حطاب، وقبل الشروع به سأل عبيد حطابا عن ولده غالب مستغربا عدم حضوره، وأنه يريد التعرف علمه لما علم من سيرته الحميدة وشجاعته النادرة ولا بد من التزامه بالعهد الذي تم اتفاقنا عليه وأنه إذا لم


(١) هذه رواية ترددت على لسان أكثر من ثلاثة معمرين في الجوف عام ١٤١٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>