للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيد الخشبي عن طريق حزه بالعظام الصلبة، وقد استطاع أن يفتح ثغرة في الحائط وطلب من والده أن يصحبه في الخروج من السجن، لكن حطابا قد رفض ذلك نظرا لكبر سنه ومرضه الذي يمنعه من تنفيذ ذلك وطلب من غالب أن يخرج داعيا له بالتوفيق، وغادر غالب السجن بعد أن ودع أباه، غادر مسرعا وفي قلبه وتفكيره أمل في أن يعيد مجد آبائه من جديد، فوصل الجوف واجتمع مع بعض أعوانه فأجيب بأن الناس قد خافت وتفرقت وليس له فيها طيب مقام وعليه أن يغادر الجوف وإلا سيتم الفتك به عن طريق المنصوب - الوالي - الذي عينه عبيد حاكما على دومة الجندل بعد مغادرته لها .. احتار غالب في أمره وأخيرا قرر مغادرة الجوف إلى البلقاء حيث قبيلة العدوان الذي تريطه مع الرشيد روابط صداقة وثقة متبادلتين عله يجد عند العدوان حلا لمشكلته ويصل غالب إلى مربع العدوان ودخل بيت الشيخ وقد حان وقت العشاء فأقبلت الناس على الطعام دون أن يأبه به أحد وبعد انتهائهم فطنوا إلى هذا الضيف الذي لم يتقدم معهم على الطعام فدعوه ليأكل وعندما مد يده لم يجد ما يقتات به إلا بعض المرق البارد، وعندما خلا إلى نفسه أنشد هذه القصيدة وكانت ابنة الشيخ تسمع ما ينشد:

يامَحلا والشمس بيدي شعقْها … من حدَّر الزرقا ليا نقْرة الجُوف

نسقي بها غيدٍ ظليلٍ ورقْها … أن قلطن ماها للمسايير وضُيوف

أطيب من البلقا وبارد مرقْها … مْقَلّطة للضيف كِرْعان وكْتُوف

كم حايلٍ للضيف نجاع شنقْها … يقلط حثث ماهو على الزاد مردُوف

أبلغت ابنة الشيخ شيخ العدوان والدها بقصة ذلك الشاب وأنه ليس رجلا عاديا ولديه قصة لا بد وأن تكون ذات أهمية خاصة، وأنه من أهل الجوف ومن عائلة كريمة فأراد الشيخ التحقق من قصيدته وأمره، وأبلغه بأنه سيظل عنده حتى يتحقق من صحة ما قال فإن ثبت عدم صدقة فسينال جزاؤه الصارم، وإن ثبت خلاف ذلك فسينفذ له عندئذ كل مطاليبه، فقام الشيخ من توه وأرسل بعضا من رجاله على ركائب خاصة وأفهمهم مهمتهم وأنها إلى الجوف (دومة الجندل) والتحقق من غالب وقومه هناك ثم العودة وإبلاغه صحة الموقف، ولما تجهز

<<  <  ج: ص:  >  >>