للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الركبان استعدادا للمغادرة طلب منهم غالب أن يتمهلوا حتى يزودهم بقصيدة إلى أهله فأنشد:

يامْوفّقين خير يا أهل الركايب … عسى السَّعد بنحُورهن يوم تلفْون

ريّظُوا وخذولي حلي الغرايب … غد انكم عند القرايب تَحلُّون

اليالفيتوا حول ذلك النصايب … حذرا لايدين الركايب تعقلُون

قل اخْسوا خسيتوا يا كبار العصايب … هو ليه يااكرام اللحا تستهنُون

حتى صليب لهم شيوخ وطنايب … وارْداهم اللي بالملازم يعييّون

لوُمي علي أهل الدلال التعايب … وابن صليع ولابته ما ينامون

ومع النقيب ادعوا طريق الركايب … غدان انكم عند ابن جارد تلفون

تلفون ناصر مثل حر الجذايب … ماكر ولا عمر المواكر يبورُون

وتلقون فنجان من البن رايب … زود على اللي بالمناسف يحطُّون

يا حيف أخو عينه يقولون شايب … لو اهني من حط شيبة عاالعفُون

قل حنا لكم بالجوف مثل الرقايب … نسهّر عيون الضد وانتم تنامُون

وحنّا لكم سيفٍ عطيب الضرايب … ياطيبنا من طيبكم كان تدروُن

وحنّا لكم بيتٍ وسيع الطنايب … ياقيكم من البرد لاهَبْ كانون

والزين منكم باطل الهرج عايب … وتراكم مثل ماقالت حميده تقولون

ثم سارت ركايب ابن عبدوان إلى الجوف ووصلت إلى هناك لتقف على حقيقة ما ذكره غالب، لقد وجدوا في الجوف الكرم والسخاء، وسألوا عن غالب وأسرته فإذا هم من غُر القبائل وأصفاها، ثم عادوا بعد أن أمضوا هناك مدة خمسة أيام، عادوا ليخبروا شيخهم بأن غالبا إنما هو أمير وابن أمير، وأن له من الأفعال ما تُحمد ومن السيرة ما تذكر، عندئذ قدره ابن عدوان وطلب من غالب أن يطلب بما جاء له؟ فذكر له غالب قصته مع ابن رشيد وكيف أن والده حطابا لا زال قيد السجن عنده ورجاه أن يتوسط له لدى ابن رشيد لما تربطه معه علاقات ودية وثقة متبادلة، فبادر ابن عبدوان لتلبية هذا الطلب وغادر على الفور مع مجموعة من رجاله، حيث ابن رشيد في حائل واصطحب معه غالبا، فلما وصلوا إلى ابن رشيد أكرمهم وقدم لهم الطعام وعلى عادة أهل البادية فإن الذي يأتي إليهم بطلب يرفض أن يتناول الطعام حتى يلبي المعرّب طلبه، وهكذا فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>