للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - الخلاف بين شمَّر وعشيرة الملي الكردية: حدثت معارك عديدة في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري بين شمَّر وعشائر الملي الكردية، التي وصفناها في بحثها الخاص، كانت خلالها شمَّر متنازعة بعضها مع بعض، مما أدى إلى الفشل وذهاب الريح، وإلى فوز إبراهيم باشا رئيس عشائر الملي المذكورة على شمَّر فوزا كبيرا، ذكر ذلك محمد علي بك ابن خليل بك آل إبراهيم باشا، وسألت الشيخ دهام عنه، فأقره، وبين أسبابه، وهو التنازع المذكور، إلا أن هذا الخصام القديم تبدل بعد إلى صلح ووئام، وحصلت مصاهرة بين الفريقين بزواج الشيخ ميزر عبد المحسن رئيس شمَّر الزور (سنجارة) بابنة خليل بك المشار إليه.

وأضاف أيضًا وصفي زكريا لمحة عن قبيلة طيئ القحطانية في سوريا بمحافظة الجزيرة التي حافظت حتى الوقت الحاضر على اسم طيئ قائلا:

قبيلة ريفية كبيرة، تعد القبيلة العربية الثانية في محافظة الجزيرة من حيث المكانة والنفوذ، وبعد الصيت وعراقة النسب، ومكانتها تأتي بعد شمَّر، ورؤساء طيئ يكادون يعادلون رؤساء شمَّر في كرم النبعة ووفور الحرمة، وهم يتزاوجون ويتصاهرون فيما بينهم، دلالة على التعادل.

وطيئ الحاضرة هي في الغالب منحدرة من قبيلة طيئ القحطانية القديمة التي تقدم الكلام عنها مرارا في بحث التاريخ، وفي بحث قبيلتي شمَّر والموالي، وهم لا يزالون محتفظين باسم طيئ الأصلي، وقد خرج أسلافهم من جبلي أجأ وسلمى، المعروفين قديما باسم جبلي طيئ، والآن باسم جبلي شمَّر، بعد أن استولت عليهما شمَّر، وأزاحت طيئا منهما، وكان من طيئ الأصلية هذه أمم كثيرة، ملأوا السهل والجبل، حجازا وشاما وعراقا، كما قال ابن خلدون: وقد تفرعوا إلى فروع كثيرة.

لكن المستشرق المسيو مونتاني الفرنسي الذي تقدم ذكره يقول في كتابه (قصص شعرية ملتقطة من شمَّر الجزيرة) أن طيئا الحاضرين ليسوا قدماء من زمن

<<  <  ج: ص:  >  >>